قراءة فى تكتيك الأهلى - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 11 أكتوبر 2024 5:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قراءة فى تكتيك الأهلى

نشر فى : الإثنين 19 أكتوبر 2015 - 9:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 19 أكتوبر 2015 - 9:15 ص

•• تلك محاولة قراءة لأداء الأهلى والزمالك، وأحسب أن مثل تلك الاجتهادات من مهامنا. فلا أتصور ناقدا فنيا يشاهد عرضا لفيلم سينمائى، ويخرج منه برأى انطباعى يقول: «فيلم حلو.. فيلم سيئ».. فالمهم كيف ولماذا وإلى أين أيضا؟!

•• يلعب حسام غالى فى وسط الأهلى، ويتأخر قليلا لملعب فريقه، ليبدأ الهجوم من الخلف. وينجح غالى فى أداء هذه المهمة برؤيته الواسعة والعريضة للملعب، ولاحظ أنه يرفع رأسه أثناء اللعب والحركة، وهو يؤدى المهمة بمهارته فى السيطرة على تمريرته، بجانب دوره فى التغطية الدفاعية. ولاعب الوسط الذى يمرر إلى الأمام والعمق له أهميته فى أى فريق. إلا أن تكتيك الأهلى ينقصه هذا اللاعب الذى يقوم بدور محمد أبوتريكة فى ملعب الفريق المنافس. فكان أبوتريكة مسئولا عن نقل الكرة من حافة ملعب الأهلى إلى ملعب المنافس، وإلى منطقة الجزاء بلمسة أو بتمريرة طولية واحدة، تشق طريقها عبر الخطوط والسيقان والأقدام ببراعة واقتدار..

•• أبوتريكة لم يكن يفعل ذلك وحده، وإنما فى سياق تكتيك جماعى، ومع مواهب تملك السرعات، والمهارات، فكان حين يتسلم الكرة، يجد نفسه أمام خمسة اختيارات على الأقل للتمرير، بانطلاق محمد بركات، وفلافيو، ومتعب، وجلبرتو، وشوقى.. وحين غابت الاختيارات تأثر أداء أبوتريكة نسبيا، واضطر إلى الاحتفاظ بالكرة، فى انتظار اختيار يمرر إليه..

•• وزعت مهمة محمد أبوتريكة الهجومية على لاعبين هما عبدالله السعيد، مسئول التمرير فى العمق فى ملعب المنافس، ومعه رمضان صبحى، الذى يصل بالكرة إلى منطقة جزاء الفريق الآخر، من خلال الجرى بها، واستنادا على مهارته فى الاستحواذ والسيطرة على الكرة والتحكم بها، بالمراوغة، وبقوته البدنية. وهذا التوزيع جعل نقل هجمة الأهلى بقدمى السعيد ورمضان أبطأ من نقلها بقدم أبوتريكة..

•• مشكلة أخرى يعانى منها الأهلى، وهى ضعف القوة الهجومية للجناحين. ويجرى تعويض ذلك بالدفع بوليد سليمان، أو مؤمن زكريا إلى الجناح، وبإشراك رمضان فى الطرف الآخر. وهذا يعنى زيادة لاعبى الوسط على حساب المهاجمين، وهما جون أنطوى وإيفونا، باعتبار أن التعاقد مع اللاعبين يفرض اللعب برأسى حربة، سواء كانا معا، أو مع أحدهما عماد متعب أو عمرو جمال.. وحين يلعب الفريق برأسين، فإن الهدف يكون استقبال كرات عرضية، واستخدام الرأس وألعاب الهواء للتهديف.. وقلة العرضيات تكشفها كثرتها أيام سيد معوض وجلبرتو وبركات وفتحى.. وهما جبهتان متوازنتان دفاعيا وهجوميا..

•• يبقى فى تكتيك الأهلى أنه فريق يهاجم بالتمرير ويتحرك كتلة واحدة، ويضغط بهذا التحرك الجماعى من الخلف إلى الأمام. وكنت سألت مانويل جوزيه مباشرة على الهواء مباشرة فى مداخلة مع الكابتن أحمد شوبير عما إذا كان يحاول اللعب بأسلوب برشلونة، فأجاب بنعم.. وفى مباراة السوبر الأخيرة تبادل لاعبو الأهلى الكرة 33 مرة على ما أظن فى الشوط الثانى.. لكن الهجوم بالتمرير مرهق للغاية، لأنه يفرض على جميع لاعبى الفريق التحرك إلى المساحات، والظهور للزميل بعدة اختيارات، وليس الاختباء خلف ظهور الخصوم..!

•• هذا عن تكتيك الأهلى.. لكن ماذا عن تكتيك الزمالك؟

•• نتحدث عنه فى الغد إن شاء الله..

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.