يدمى قلبنا عندما نرى أهل غزة وخاصة الأطفال يموتون ويصابون بهذه الكثرة لحرب غير متكافئة بين إسرائيل بكل إمكانياتها العسكرية وبين شعب فلسطين فى غزة، وقد طرحت على نفسى عدة أسئلة منها:
1ــ لماذا تتحمس حماس وتطلق الشماريخ، أقصد الصواريخ الكثيرة على سكان إسرائيل، وهى تعلم مسبقا أن المعركة غير متكافئة ولا ينوب الشعب الفلسطينى الغلبان غير الضرب والهجر والموت؟
2ــ لماذا هذه الصواريخ التى تطلقها حماس رغم كثرتها إلا أن مفعولها المدمر هزيل، فهى تطلق بدون جهاز تحكم وتوجيه نحو هدف دقيق؟ هل بهذه الطريقة ستلقى حماس إسرائيل فى البحر؟
3ــ لماذا وللمرة الرابعة تحارب إسرائيل فلسطينيى غزة وتدمر بيوتهم وأعمالهم وتحرق حقولهم ولكنها فى الوقت ذاته تحافظ على حماس؟ رغم كل التهديد والوعيد والدمار؟
4ــ لماذا رفضت حماس المبادرة المصرية وقبلتها إسرائيل رغم أن حماس هى الطرف الأضعف عسكريا وأشد احتياجا لوقف إطلاق النار؟
5ــ كيف وصلت الصواريخ أو أجزاء منها أو من مكوناتها إلى غزة رغم الحصار البرى والبحرى والجوى الذى تفرضه إسرائيل على القطاع؟
هذا بعض ما يدور فى ذهنى ولكنى أصل إلى نتيجة أتمنى أن أكون مخطئا فيها وهى أن الحرب على غزة هى لقاء إرادتين تريدان هذه الحرب، إسرائيل من جهة وحماس من جهة أخرى، فالاثنتان لا تريدان دولة فلسطينية موحدة فإسرائيل لا تريد دولة فلسطينية واحدة فى الضفة والقطاع لذا عارضت المصالحة بين فتح وحماس. وحماس بدورها لا تريد أن تُحكم من حكومة وحدة وطنية يغلب عليها سياسة فتح بل تريد إمارة حمساوية تبتز بها العرب وإسرائيل ومصر والعالم من خلال إظهار ذاتها بالضحية المغلوب على أمرها والذى يدفع الثمن الحقيقى هم هؤلاء الأطفال والشعب الفلسطينى ضحية إسرائيل وضحية زعمائه على حد سواء. ومصر التى تلعب دور الوسيط بين طرفين توحدت إرادتهما على الخراب تفعل ذلك إيمانا منها بدورها الوطنى والعربى ولإيجاد فرص الإستقرار على حدودها وتخفيف آلام الشعب الفلسطينى الذى طالما عانى من المؤامرات عليه.
هذه رابع حرب من الكيان الإسرائيلى على فلسطينى غزة وبعد عدة أسابيع تقف الحرب دون إيجاد حل حقيقى ينتج عنه سلام شامل فالعالم والأمم المتحدة تصرخ لصالح الضحايا والولايات المتحدة تبدو وكأنها تلعب دورا ما إلا أن الحقيقة تقول عكس ذلك فبعد كل تلك السنوات لا أحد يملك إرادة صالحة لإنهاء الأزمة من جذورها إلا مصر التى وإن عانت من حماس ومؤامرات حماس مازالت تعمل لصالح الشعب الفلسطينى والتخفيف عنه والسؤال الذى يطرح نفسه: إلى متى سيظل هذا الوضع؟ فهل من إجابة؟