يقترح وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان مبادرة جديدة هى التحدث مع مثقفين ورجال أعمال وأكاديميين فلسطينيين فى «مسار يلتف فيه على أبو مازن»، من أجل الدفع قدما بحوار إسرائيلى ــ فلسطينى. يمكن القول على الفور إن هذه مبادرة مرحب بها، فأى حوار رسمى أو غير رسمى بين إسرائيليين وفلسطينيين ينطوى على أمل من أجل تعميق التفاهم بين الطرفين.
لكن مبادرة ليبرمان التى يضاف إليها المشروع المحير لإقامة موقع للإنترنت تُنشر فيه الحقائق من وجهة نظر إسرائيلية، يثيران عددا من التساؤلات. عن أى شىء يريد وزير الدفاع التحدث مع الفلسطينيين والحكومة تواصل البناء فى المستوطنات، وتعتقل نشطاء ليسوا متهمين بهجمات وإنما بسبب نشاطهم السياسى فقط، وتتهم بالتحريض أشخاصا يكتبون على صفحاتهم على الفايسبوك كلاما قاسيا وانتقاديا ضد إسرائيل، وتحتفظ فى برادات الدولة بجثامين فلسطينيين متهمين بعمليات إرهابية خلافا لقرارات محكمة العدل العليا؟
فى الثمانينيات اعتقدت إسرائيل أنها قادرة على إنشاء زعامة فلسطينية للالتفاف بواسطتها على منظمة التحرير الفلسطينية عندما شكلت «روابط القرى». لكن المبادرة منيت بفشل ذريع سواء لأن زعماء الروابط اتضح أنهم فاسدون، أو لأنهم اتهموا بالتعاون مع إسرائيل وحملوا سلاحا مرخصا من الجيش الإسرائيلى واستخدموه ضد مدنيين.
إذا كان وزير الدفاع ينوى إحياء هذه الفكرة القديمة فعليه أولا تعلم دروسها. وما لم تشمل مبادرة ليبرمان تجديدا فعليا أو نقطة ضوء يستطيع الجانب الفلسطينى التمسك بها وتبرر حوارا مباشرا مع وزير الدفاع أو الممثلين عنه، فإن المبادرة ستبقى فى نطاق الثرثرة التافهة.
يخطئ وزير الدفاع إذا اعتقد أن إقامة موقع للإنترنت باللغة العربية (كلفته عشرة ملايين شيكل) أو دعوة الفلسطينيين إلى حوار، يمكن أن يستخدما كبديل عن نقاش سياسى حقيقى. وبدلا من إطلاق أفكار من دون مضمون، حسنا يفعل ليبرمان إذا ما فحص من جديد الممارسات الغبية للاحتلال، واقترح خطة سياسية موازية، أو على الأقل أمر بسلسلة خطوات إنسانية توضح جدية نياته أكثر من موقع إنترنت وحديث دعائى.