سؤال: هل يمكن أن يتآمر البعض على الرئيس محمد مرسى من داخل القصر الجمهورى أو جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ؟!.
حتى أيام أو أسابيع قليلة مضت كان يبدو طرح هذا السؤال ضربا من الجنون، لكنه لم يعد كذلك بعد الأحداث الغريبة والمريبة التى تخرج من قصر الاتحادية.
لو كنت مكان محمد مرسى لوضعت على مكتبى عبارة «اللهم قنى شر أصدقائى.. أما خصومى وأعدائى فأنا كفيل بهم».
قد يبدو مفهوما أن يتصيد معارضو الرئيس مرسى فى الداخل والخارج له الأخطاء، لكن أن تكون معظم الأخطاء ناتجة عن نيران صديقة من داخل بيته السياسى، وقصره الرئاسى، فالأمر يحتاج إلى وقفة.
حتى وقت قريب كنت أعتقد أن جزءا كبيرا من «المطبات والمقالب» التى يقع فيها الرئيس سببها فقط نقص الخبرة داخل مؤسسة الرئاسة.
رأينا أخطاء فادحة وفاضحة مثل قرار إعادة مجلس الشعب وقرار تعيين عبدالمجيد محمود سفيرا فى الفاتيكان دون تحضير، ثم الإعلان الدستورى، ثم معركة الاتحادية، معظم هذه الأحداث قد تحتمل وجهة نظر، لكن ماذا عن إصدار قرار رفع ضريبة المبيعات على السلع نهارا ثم تجميدها ليلا؟!.
وماذا عن الخطاب العاطفى إلى شيمون بيريز وماذا عن تصوير الرئيس بطريقة تثير الريبة أثناء إلقاء كلمته لأهالى بورسعيد، ثم ماذا عن خطابه أمام الأمن المركزى ومن الذى أخبره أو كتب له أن الشرطة كانت فى قلب ثورة 25 يناير؟!.
مرة أخرى فى البداية كنا نظن أن ذلك سببه قلة الكفاءة داخل القصر.. لكن الآن علينا أن نعيد النظر فى هذا التفسير.
البعض حمل الدكتور ياسر على كل الأخطاء التى وقعت فى القصر، والرجل غادر المكان منذ أسابيع، ومن الواضح أن الأخطاء تتكاثر ولا تقل، وبالتالى فقد سقطت شماعة ياسر على.
«الإيميل الأهبل» الذى تم تسريبه قبل أيام من الرئاسة أن هناك معاملة تفضيلية للشروق فى الأخبار المرسلة إليها ترجح وجود محاولة من داخل القصر للإساءة إلى الشروق، والكل يعلم أن الصحيفة كانت ــ ولاتزال ــ مثالا للموضوعية والنزاهة المهنية.
قد يكون منطقيا وجود اختلاف أو تباينات فى وجهات النظر وكيفية معالجة الأزمات والمشكلات بين الرئيس محمد مرسى وبعض قادة جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة.
ومن الطبيعى انتقاد طاقم مؤسسة الرئاسة ومعاونى الرئيس لقلة الخبرة، فهل يمكن أن تضاف إلى قلة الخبرة سوء النية فى الإساءة للرئيس؟!.
سؤال صعب وحساس وقد يغضب كثيرين، لكن لا مفر من طرحه.
من المنطقى أن نعطى فرصة واثنتين وثلاث لشخص غير كفء وغير مدرب وعديم الخبرة، لكن أن يستمر هذا الأداء طوال تسعة أشهر فالأمر يحتاج إلى توضيح، خصوصا عندما تكون الأخطاء متنوعة من أول عدم الاطلاع على أجندة التقويم لتفادى اختيار يوم الانتخابات أثناء أعياء الإخوة الأقباط، نهاية بإصدار قرارات اقتصادية خطيرة دون العلم بمضمونها وخطورتها.
لو كنت مكان الرئيس مرسى لأمرت بمراجعة شاملة للفريق الرئاسى بأكمله من أول عامل التحويلة والفاكس و«أدمن» صفحة الإعلام، ونهاية بأكبر رأس بعد الرئيس.
أخطر ما يمكن أن يصيب الرئيس هو سقوط هيبته، حتى لو حقق أفضل الإنجازات.. سقوط الهيبة ليست مسئولة عنه جبهة الإنقاذ أو بلدان الخليج أو الكتاب ورسامو الكاريكاتير الساخرون، بل أولئك المحيطين بالرئيس الذين يورطونه كل يوم فى مأساة جديدة.
السؤال مرة أخرى: هل هناك مستفيد داخل القصر أو فى جماعة الإخوان من سقوط هيبة الرئيس.. السؤال متروك لتقديركم؟!.