أفرايم كام حتى الفترة الأخيرة قلائل اهتموا بما يجرى فى العراق. فمنذ غزو الولايات المتحدة لهذا البلد سنة 2003 ، دارت حرب بين جميع الأطراف ترافقت بموجات من الهجمات والمذابح، بصورة خاصة بين الميليشيات الشيعية والسّنية. ومنذ سنوات لم يعد يُحصى عدد القتلى فى العراق، لكن ثمة تقدير بأنه منذ العام 2003 حتى اليوم قتل ما لا يقل عن 150 ألف شخص. لكن هذا ظل شأنا يتعلق بالعراقيين والأمريكيين حتى خروج القوات الأمريكية من هناك٠٢٠١١

تشكل التطورات العراقية خطرا على الولايات المتحدة أيضا، فالإدارة الأمريكية ملزمة أخلاقيا وعمليا بمساعدة الحكومة العراقية لأن تدخلها العسكرى هناك هو الذى أدى إلى التدهور. إلى جانب ذلك، فإن هذا التدهور يمكن أن يصيب حلفاءها فى المنطقة، فيؤدى إلى عمليات إرهابية ضدهم وضد أهداف أمريكية. حتى الآن، الولايات المتحدة غير مستعدة لتدخل برى جديد، وهى تدرس القيام بضربات جوية ومساعدة عسكرية بالتعاون مع دول المنطقة مثل تركيا. لكن هذه الحاجة إلى الدعم الإقليمى قد تؤدى إلى تعاون أمريكي ــ إيرانى يستتبع تنازلات أمريكية فى المحادثات بشأن البرنامج النووى الإيرانى.

ينطوى التدهور فى العراق على مخاطر واضحة على إسرائيل فى المستقبل وفى المدى الزمنى المباشر، فالمناطق الجهادية فى العراق وسورية ستنتج إرهابا ضد إسرائيل، كما ستتسبب بزعزعة النظام فى الأردن وتقوية الأطراف المتشددة وسط الفلسطينيين وفى سيناء. كما أن تعاظم النفوذ الإيرانى فى العراق وتعاونا أمريكيا ــ إيرانيا هناك سيكون لهما انعكاسات سلبية على إسرائيل. فإذا ما أظهرت الولايات المتحدة مرة أخرى ضعفا فى معالجة المنطقة الجهادية، فإن هذا سيلحق الضرر بإسرائيل أيضا.