يحتاج الإنسان دائما لحظة فارقة ليبدأ مشروعه: عن الصحة أتحدث ربما لأننا جميعا وبعد أيام قليلة ستواتينا تلك اللحظة التى يمكن منها أن نبدأ. يحل شهر رمضان الكريم ضيفا غاليا على مدار شهر كامل. يأتينا فى الصيف الأمر الذى يزيد من أعباء الصيام وإن عظم الأجر. تتبدل عاداتنا وتتأثر ساعات نومنا ويقظتنا وتتغير أحوالنا المزاجية والذهنية وتزداد أخطاؤنا متعللين دائما بالصيام، فهل لنا أن نعتبر رمضان هذا العام رمضانا استثنائيا بقدومه تبدأ اللحظة الفارقة التى نتوقف عندها لنعيد حساباتنا ونعى قواعد الدرس ونبدأ من أول السطر؟.
رمضان هو فرصة فريدة لمن ينوى التوقف عن التدخين، ربما كان الفرصة الوحيدة لمدخن حاول ولم يفلح من قبل فى التخلص من تلك الآفة الرذيلة التى تشير بوضوح إلى طريق الهلاك.
إذا نجحت فى أن تفلت من مصيدة السيجارة الأولى بعد آذان المغرب وبدأت ببعض الحساء الدافئ الذى يهيئ معدتك الخاوية لاستقبال الطعام وانتهيت من صلاتك لتبدأ إفطارا هائنا هادئا مختلفا هذا العام عن أعوام مضت فقد نجحت فى أن تجتاز اللحظة الفارقة.
الواقع أننا جميعا نسرف على أنفسنا فى ذلك الشهر الكريم حتى أننا نحتاج لأحد عشر شهرا بعده لإصلاح ما أفسدناه.
هل يمكن أن يحمل لنا الشهر الكريم هذا العام فكرة التغيير؟.
أنا لا أدعوك عزيزى القارئ لتغيير جذرى لا قبل لك به بل إلى تغيير يسير فى أسلوب حياتك. أدعوك للاهتمام ببعض المتغيرات الصحية التى تشغلك عنها تفاصيل الحياة اليومية. إضافة طبق السلاطة المتنوعة يوميا إلى مائدتك، الانتباه لقدر السكر والملح فى طعامك، نوع الزيوت التى تستخدمها فى الطهو، زيادة قدر الخضراوات فى طعامك، الاهتمام بمواعيد الطعام، شرب قدر كافٍ من المياه يوميا، الانتباه لملاءمة وزنك لسنك وطولك، الاهتمام ببذل بعض من الجهد فى نشاطات تلائم ظروفك الحياتية.
ليكن الشهر الكريم هذا العام فرصة للتغيير فى الاتجاه الذى يضمن سلامة صحتك الجسدية والذهنية. نعدك عزيزى القارئ بأن نوالى مساندتك بأحاديث قصيرة تنشرها صفحة رمضان إن شاء الله على مر أيام الشهر الكريم فإلى لقاء.
وكل عام وأنتم بخير وأمن وسلام.. رمضان كريم.