وطن الفوتوشوب يا وطنى - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 2:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطن الفوتوشوب يا وطنى

نشر فى : الثلاثاء 21 سبتمبر 2010 - 9:33 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 21 سبتمبر 2010 - 10:05 ص

 من «تعبيرية» أسامة سرايا إلى «تكوينية» عبدالمنعم سعيد هناك إصرار غريب على تحويل الخطأ الأخلاقى والسقطة المهنية إلى بطولة ونبوغ وعبقرية.

وإذا كان من الممكن الاكتفاء بالأسى والأسف لما وصل به حال الأهرام، تعليقا على مرافعة أسامة سرايا المضحكة، فإن صدور بيان رسمى من الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس الإدارة لتوضيح قصة الصورة متضمنا المنطق ذاته الذى تحدث به سرايا، ينقلنا من مرحلة الأسى على المهنية إلى حالة من الغم والحزن على ما وصلت إليه مصر فى هذا الزمن الجميل.

 
ذلك أن بيان عبدالمنعم سعيد يجعل مصر كلها أقرب إلى كاريكاتير ممتد من أقصاها إلى أقصاها، أو بعبارة رئيس مجلس إدارة الأهرام «تكوين فوتوشوب» وهو وصف لا يختلف فى شىء عما ذهب إليه القارئ المحترم محمد رشيد على ما كتبت هنا يوم الأحد الماضى من أنها «دولة الفوتوشوب».

وأظن أن هذا هو الوصف الأدق لكل ما يدور على أرض مصر الآن، سياسات كاريكاتورية، وأحزاب فوتوشوب، ومعارضة افتراضية، أقرب إلى التجريد منها إلى الواقع، وصحافة فى معظمها «سرياليزم» ورؤساء تحرير إفيهات، مسئولون يعشقون الكوميديا ويمارسونها طوال الوقت من عينة تصريحات فاروق حسنى لجريدة روزاليوسف الجمعة الماضية وهو بالمناسبة وزير الثقافة حين تمطى بصلبه قائلا «ولا أروح أرقص لهم» أو تصريحات وزير الإسكان التى يعتبر فيها أن مهزلة أرض «مدينتى» ليست وليدة خطأ إدارى بقدر ما هى ناتجة عن اختلاف فى تفسير القوانين.

لكن الخطير فى بيان عبدالمنعم سعيد أنه يعتبر أن من ينتقد «مصر الفوتوشوب» هو شخص ضد النظام المصرى ويستهدف الدولة المصرية، وكأن التصدى للتزييف والقبح الفنى مرادف تماما للعداء للدولة، ومعنى ذلك أنك وأننى وأنه وأنها ليس أمامنا إلا أن نصفق ونبايع ونؤيد ونزكى سقطة الأهرام المهنية فنفوز برضا عبدالمنعم سعيد وأسامة سرايا، ومن ثم نحصل على صك الوطنية.. أو أننا ننزعج ونحزن ونأسى على هذا التزييف الفاضح ونشعل الضوء الأحمر، وهنا نتحول إلى مارقين مترصدين حاقدين على النظام المصرى وأهرامه.

غير أن بيان سعيد هو الآخر لم يخل من بعض الكوميديا على أساس أن قليلا من الفكاهة يصلح الحالة النفسية، إذ يبدو مندهشا ومستنكفا مما ذهب إليه هؤلاء الأوغاد الذين من «تحميل وسيلة توضيح معتادة دلالات سياسية لم ترد على ذهن أحد‏» وبدورنا نسأل ألم يكن عبدالمنعم سعيد وأسامة سرايا ضالعين فى تحميل صورة البيت الأبيض دلالات سياسية عندما وافقا على العبث بأصل الصورة وتشويهه؟ وهل كان القص واللصق فى الصورة بهدف تقديم الرئيس مبارك على باقى الزعماء، أم كان لضرورة فنية تعبيرية تكوينية كاريكاتيرية فوتوشوبية؟

وائل قنديل كاتب صحفي