لم تعد هجمات الطعن عشوائية بعد هجوم بئر السبع - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 3:03 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لم تعد هجمات الطعن عشوائية بعد هجوم بئر السبع

نشر فى : الأربعاء 21 أكتوبر 2015 - 6:35 ص | آخر تحديث : الأربعاء 21 أكتوبر 2015 - 6:35 ص

تشير حادثة إطلاق النار فى المحطة المركزية فى بئر السبع، ومثلها الهجوم على حافلة فى القدس، الأسبوع الماضى، وإطلاق النار فى معسكر اللاجئين فى قلنديا منذ يومين، إلى عودة السلاح النارى إلى جانب الهجمات بالسكاكين.
وليس من المستبعد أن يكون ما حدث هجوما مخططا له أكثر من الهجمات التى سبقته. الهجوم الذى شكل بداية هذه الموجة من العنف والذى أدى إلى مقتل الزوجين هنكين بالقرب من نابلس فى 1 أكتوبر، خططت له خلية تابعة لحركة «حماس». لكن منذ ذلك الحين وقعت بصورة أساسية هجمات طعن ودهس، قام بها فى الغالب الأعم مخربون تصرفوا من تلقاء أنفسهم.
ما تزال المعلومات المتعلقة بهجوم بئر السبع جزئية وغير واضحة إلى حد ما، لكن يبدو أن المخرب الذى قام بالهجوم وصل إلى المحطة، وهو يحمل مسدسا وسكينا. ومثل عدة هجمات سابقة طعن الجندى وجرده من سلاحه من أجل إيقاع عدد أكبر من المصابين. لكن بعكس ما حدث فى عدة هجمات سابقا، فقد كان المعتدى يعرف كيف يستخدم البندقية التى أخذها من الجندى. وسيكون على الشاباك والشرطة أن يتفحصا فيما إذا كانت هناك جهة قامت بإعداد المخرب للهجوم، ونقلته إلى بئر السبع وزودته المسدس.


***
وهذا لا يشبه شبكة التحضيرات المعقدة للهجمات الانتحارية فى الانتفاضة الثانية. لكن من المحتمل وجود مؤشرات تدل على نشاط خلية منظمة نسبيا بالمقارنة مع هجمات الأسابيع الأخيرة. وهذه خلايا قادرة على التسبب بأذى أكبر من الضرر الذى يسببه هجوم منفرد بالطعن. ولكن من المعقول الافتراض أن هذه الخلية ستترك «بصمة» استخباراتية واضحة خلال الإعداد للهجوم، وثمة فرصة كبيرة لأن يستطيع الشاباك والجيش العثور عليها قبل فوات الأوان.
ما يمكن توقع حدوثه هو السيناريو الذى توقعته المؤسسة الأمنية فى الأيام الأخيرة، أى محاولة أن تدخل إلى صورة الهجمات، خلايا يمكن أن يكون لها انتماء تنظيمى، وتشكل نوعا من موجة ثانية إلى جانب هجمات السكاكين. توجد فى الضفة الغربية كميات سلاح لا بأس بها، إلى جانب السلاح الموجود لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية. ويوجد معظم هذا السلاح فى يد نشطاء تنظيم «فتح»، لكن ثمة تقدير بأنه توجد خلايا مسلحة تابعة لـ«حماس» فى المنطقة بقيت بعيدة عن الأضواء فى انتظار المواجهة المقبلة. إن صلاح عرورى المسئول عن الضفة من طرف «حماس» والذى ينشط من تركيا، والقيادة الخاضعة له المسئولة عن الضفة فى غزة، يبذلان جهدا بارزا من أجل حدوث هجمات جديدة.
من المفيد الاهتمام بالخطاب المتصاعد الحدة للناطقين بلسان السلطة و«فتح» كلما ارتفع حجم الخسائر الفلسطينية. من المنتظر أن تتواصل محاولات الهجمات فى القدس وفى الضفة وداخل الخط الأخضر. لكن الافتراض الأساسى الذى يوجه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أنها بحاجة إلى وقت طويل نسبيا من أجل تحقيق الهدوء، وعلى أية حال، تعرضت علاقات التنسيق الأمنى مع السلطة لضرر كبير، وهذا يؤكده الإعلام الفلسطينى.
ومن بين الثغرات البارزة فى المواجهات فى المناطق على مدى عقود، الطريقة التى تعرف بها إسرائيل العنف والطريقة التى يعرف به الفلسطينيون ذلك. بالنسبة لإسرائيل، كل عملية رشق حجر هو عنف يهدد الحياة، وكل طعن بسكين هو عمل إرهابى. لكن السلطة و«فتح»، ممثلو المعسكر المعتدل نسبيا وسط الفلسطينيين، يبرران أحيانا كثيرة العنف ضد الجيش والمستوطنين، وهم يضعون رشق الحجارة والزجاجات الحارقة وحتى هجمات الطعن، ضمن نطاق النضال الشعبى.


***
ليست هذه أياما جيدة بالنسبة للزعيم الفلسطينى. ففى البداية جاءت سقطة الخطاب الذى ألقاه الأسبوع الماضى واتهم فيه إسرائيل بقتل الفتى الفلسطينى الذى طعن فتى يهوديا من عمره فى بسغات زئيف. بعدها أشعل الفلسطينيون النار فى مقام قبر يوسف فى نابلس، وفى هذا تكرار لما حدث أيام الانتفاضة الثانية. ويبدو أن عناصر من «فتح» شاركوا فى أعمال الشغب هذه، ولم تجد نفعا كلمات عباس بأن السلطة ستصلح القبر على حسابها.
يبرز فى الرد الإسرائيلى على العنف الجهد الكبير الذى تبذله المؤسسة الأمنية كى لا تصاب بالهلع وكى لا تقوم بتعبئة الاحتياطيين بأعداد كبيرة، وكى لا تقدم على خطوات تشكل عقابا جماعيا. فقد رفض رئيس الحكومة ووزير الدفاع وقيادة الجيش، الدعوات إلى شن عملية «السور الواقى 2» فى الضفة. وفى هذه الأثناء يشير العدد القليل نسبيا للقتلى الفلسطينيين فى التظاهرات فى الضفة الغربية، إلى أن قيادة المنطقة الوسطى استعدت جيدا للمواجهة وهى تفهم بعمق تعليمات قائد الأركان غادى إيزنكوت، الذى يطالب بوقف دورة العنف الدائرة على الأرض.

التعليقات