ومن «الريجيم» ما قتل! - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 2:40 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ومن «الريجيم» ما قتل!

نشر فى : الجمعة 22 مارس 2024 - 7:30 م | آخر تحديث : الجمعة 22 مارس 2024 - 7:30 م

لا أظن أن هناك حديثا يقبل عليه الجميع بلا تردد مثل الأنظمة الغذائية المقترحة للتخسيس. دائما كان الريجيم حديث الساعة وإن تعددت أسباب الاهتمام به. تحلم كل فتاة أو سيدة بذلك القوام الذى يحقق لها متعة أن تباهى به وفقا للعصر الذى تعيشه والمجتمع الذى تغشاه. حاليا بلاشك تتطلع السيدات إلى ذلك النموذج النحيل الأنيق لعارضات الأزياء وممثلات هوليود والذى من أجله يخرج علينا الإعلام يوميا بألوان من النظم الغذائية التى تختار منها السيدات دائما ما يحقق أعلى نسبة تخسيس فى أقل وقت ممكن والذى قد يستعين معه بأنواع من الأدوية المختلفة الفعل والمفعول دون النظر إلى ما قد تدفع من ثمن فى المقابل أو ما قد يتطلبه هذا من جهد أو ما قد يحدثه هذا النظام الغذائى من تغيرات فى ميزان الجسم أو نظام العمليات الحيوية المستمرة التى قد لا يعى الإنسان أنها مستمرة فى صحوه ونومه بدقة لا يستطيعها إلا الخالق سبحانه.
أنواع مختلفة كثيرة من النظم الغذائية تحقق خسارة الوزن ولكن هل كلها تحقق مكاسب حقيقية لقاء تلك الخسارة؟.
يحضرنى مثل تابعه العالم حينما أودى نظام غذائى يعتمد على تناول الخضراوات والفواكه الطازجة فقط دونما أى طعام آخر ــ بحياة «فيجن إنفلولسار» أو مؤثرة روسية تدعو للنباتية على وسائل التواصل الاجتماعى والانستجرام خاصة.
وفقا لما أذاعته شبكة سكاى نيوز البريطانية حينها فى أغسطس الماضى، فإن المؤثرة الروسية قد توفيت من جراء اتباعها ريجيما غذائيا يعتمد على الخضراوات والفواكه الطازجة فقط دون أى من عناصر الغذاء الأخرى حتى إنها ولمدة ستة أشهر كاملة لم تتذوق الماء إنما اعتمدت على العصائر الطازجة فقط.
رغم ما يبدو ظاهريا من أنه نظام غذائى صحى إلا أنه دون أى شك نظام غذائى قاصر للغاية فإنه إذا ما كان يمد الإنسان بالألياف ومضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات إلا أنه يفتقر إلى كل ما يقيم اتزان عمليات البناء والهدم أو عمليات الأيض الغذائى التى تضمن للإنسان وقود حركته اليومية.
قالت والدة «زهانا» باكية إن ابنتها ماتت من الجوع والإرهاق بعد أن داهمها مرض شبيه بالكوليرا وإن لم تجد له تشخيصا بينما علقت صديقة لها «إن الجوع البطىء الذى عانت منه جعلها تذوب أمام أعيننا لكنها اعتقدت دائما أنها تفعل الصواب».
أودى النظام الغذائى بحياة الشابة الروسية التى اعتقدت أنه النظام الأمثل للحصول على قوام رشيق بينما كانت الحياة تنسحب من أنسجتها وأعضائها حتى أعجزتها تماما عن الحركة.
نعود إلى السؤال الذى لن يكف الجميع عن البحث له عن إجابة: ما هو النظام الغذائى المثالى الذى يحقق نتيجة مؤكدة لوزن مثالى؟
تظل الإجابة واضحة ومعروفة ليس هناك نظام غذائى واحد يطبق فى كل الحالات كالقانون إنما هناك قواعد عامة يجب أن يراعيها الإنسان إلى جانب بعض من القواعد الخاصة التى تليق بالحالة الجسدية والنفسية لكل إنسان. «تذوق الطعام ولا تلتهمه» قاعدة بسيطة تقودك إلى أفضل النتائج فى كل الأحوال.
فهم الإنسان لبعض قواعد علم وظائف الأعضاء وعلوم التغذية السليمة هو مفتاح القضية كلها.

التعليقات