متفائل - محمد علي خير - بوابة الشروق
الخميس 10 أبريل 2025 1:41 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

متفائل

نشر فى : الإثنين 22 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 22 أبريل 2013 - 8:00 ص

هل سينصلح حال البلاد والعباد بعد إجراء التعديل الوزارى المحدود الذى أعلن عنه الرئيس مرسى فى حواره أمس الأول مع قناة الجزيرة؟ الإجابة ستكون بنعم، إذا كانت مشكلة مصر الآن وأمتها فى بقاء تلك الحكومة وفقط، لكن واقع الأمر يؤكد أن أزمة مصر أكبر بكثير من مجرد تعديل وزارى أو حتى تغيير الحكومة.

 

تبدو مصر الآن فى لحظة فارقة ومفصلية، وهى تقف على مفترق طريقين، الأول هو الطريق الذى تسعى إليه غالبية المصريين وفى المقدمة منه طليعته الشابة الثورية التى تحلم بأن تكون مصر دولة للعدل والحرية والمساواة والعصرية، أما الطريق الثانى فهو الذى يحاول البعض منا دفع البلاد إليه، حيث يرى مصر مجرد خطوة فى طريق طويل لتحقيق أهدافه، وفى هذا الطريق لا ينبغى لك أن تتحدث عن قيم العدل والحرية والمساواة، ويسعى هؤلاء إلى تغيير هوية مصر وشخصية شعبها.

 

يقينى أن الفائز هو الفريق الأول، حيث سينتصر المصريون لحضارتهم وثقافتهم ووسطيتهم وما نراه الآن هو من طبيعة الفترات الانتقالية فى مرحلة ما بعد الثورات، حيث تظهر كل الأفكار وتتصارع لكن تبقى الفكرة الأعم التى تجمع الشعب حولها، لذا فإننى متفائل، قد يتأخر استلامنا بدايات الطريق الصحيح بعض الوقت لكن المؤكد أننا سنصل إن شاء الله.

 

ينبغى هنا أن أبدى دهشتى من إطلاق عدد من الفزاعات التى أراها (خزعبلات) لا تستقيم مع كل قارئ للشخصية المصرية، ومن أمثال تلك الفزاعات مصطلح (أخونة الدولة) وهو مصطلح يفترض قائلوه إن جماعة الإخوان المسلمين قد هبطت على صحراء جرداء حيث لا بشر وأنها ستفعل ما تشاء وقتما تشاء، وتجاهل أصحاب هذا الشعار أن مصر دولة أكبر كثيرا من فصيل أو تيار، المؤكد أن جماعة الإخوان سوف تستنزف قواها إذا فكرت فى تدشين فكر الأخونة، فالدولة المصرية ليست مجرد رأس وزارة أو محافظة أو حكومة يتولاها إخوانى أو محسوب على الجماعة، مصر أعمق كثيرا من تلك الصورة (الخزعبلية) التى يجرى تصويرها لنا، ولا تفزعنى تلك الشطحات العنترية لبعض الشخصيات الكاريكاتورية الجديدة التى ظهرت كفقاقيع على ساحة الأحداث كبثور سوف يتطهر منها الجسد المصرى.

 

أيضا فزاعة (الدولة العميقة) التى تحارب الثورة المصرية، كأن الدولة العميقة شبح يتخفى فى الظلمات ويظهر منقضا على منجزات الثورة، ويقصد هؤلاء العاملين بدولاب الدولة الحكومى فى قمته وكذلك قوى الأمن الرئيسية فى نظام مبارك، ويحاول مطلقوا تلك الفزاعة تصوير بقايا النظام السابق بالقوة الأسطورية وهذه ليست حقيقة.

 

أيضا مصطلح (جبهة الإنقاذ) كأنها التعبير والوعاء الحقيقى للمعارضة المصرية وهى ليست كذلك أو أنها تقود الشارع حسبما شاءت وهذه ليست حقيقة، لأنها فى أفضل الأحوال تعبير عن تجمع لبعض معارضى الإخوان لكن لا يمكنها بحال استيعاب جميع فصائل المعارضة.

 

الحقيقة الوحيدة التى أؤمن بها وسط هذا الصخب السياسى هو أن مصر لن تكون إلا بإرادة شعبها وليس بإرادة فصيل هنا أو تيار هناك، وأن مصر قد اختارت طريقها بوضوح رغم بعض العراقيل التى ستتغلب عليها.

 

أنا متفائل وأدعوك للتفاؤل.

التعليقات