أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الكلمة التى وجهها بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، فى هذه المناسبة العظيمة، وفى تلك الأجواء الاحتفالية الرائعة التى يعيشها شعب مصر الكريم، حرصه على أن يؤكد أهمية العمل الجاد كقيمة إنسانية ووطنية فكانت فرصة طيبة للتفكر والتأمل فى حجم ومدى التغيير الهائل الذى انطلق برسالة الإسلام، وطال جميع أركان الدنيا، ومس جميع مناحى الحياة، حيث إن هذا التغيير الجذرى الهائل كان عماده العمل الصالح والمخلص، والجد والاجتهاد، بعزيمة لا تلين، وبإصرار على تعمير الأرض والصبر على المكاره، والتحمل من أجل تحقيق الأهداف السامية، وهو نفس ما يحرص الرئيس على تأكيده لأبناء شعب مصر على مدى العام، من أجل تحقيق التنمية، ومستقبل أفضل لوطننا، مهما كانت الظروف والتحديات. أن طريق العمل الدءوب، والكفاح المتواصل، والصبر الواثق، والإيمان المطمئن، هو السبيل الحتمى، لمن ابتغى السداد والنجاح. وشدد على أن هذا هو الطريق الذى نهتدى به، ونمضى إليه بالفعل، مسلحين بثقتنا المطلقة فى الله سبحانه وتعالى، وفى قدرات شعب مصر العظيم ووعيه وإيمانه، انطلاقا من حقيقة كونية تقول إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأنه لا جزاء للإحسان سوى الإحسان. هذه هى الرسالة التى وجهها الرئيس لأبناء مصر فى هذه الأيام المباركة.
لعل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد ومنها بسبب الحرب الروسية ــ الأوكرانية وما أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية خاصة فى القمح والحبوب تعلمنا أن إرادتنا الحرة وسياستنا المستقلة عن أى قوى مرهونة بمدى استقلالنا الاقتصادى والذى لن يأتى إلا بالعمل الجاد فمن لا يمتلك قوته لا يمتلك قراره لذا على كل مصرى أن يعمل بجد وبضمير لا تقاعس فيه خاصة أن عدد سكاننا يفوق المائة والخمسة ملايين نسمة 65% من الشباب والتى تمثل طاقة عمل جبارة ولذا على الحكومة أن تعمل مزيدا من الجهد فى إيجاد استثمارات وأعمال إنتاجية لهذه الطاقات التى إن أهدرناها أهدرنا استقلالنا.
العمل، والإحسان فى العمل، من أكثر الفضائل التى حضت عليها جميع الأديان السماوية الأخرى. فالإيمان ليس مجرد علاقة بين الإنسان وخالقه، بقدر ما هى منظومة روحية وفكرية وسلوكية متكاملة يجب أن يضعها الناس فى واقع الحياة فى حياة الناس، لتحقيق الغاية التى خلق من أجلها هذا الكون، وهو إعمار الكون من أجل نمو الإنسان وإخضاع الأرض وكل الخيرات التى خلقها الله من أجل الإنسان، ونشر الأمن والسلام والعمل بين ربوعه.