نداء إلى جبهة الإنقاذ - سيد قاسم المصري - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 7:33 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نداء إلى جبهة الإنقاذ

نشر فى : السبت 23 فبراير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 23 فبراير 2013 - 8:00 ص

الحوار.. مع من؟

 

بالقطع ليس مع الرئيس، فالرجل قد قالها بصراحة أنه لا يملك إلا أن يحيل المطالب التى تتفق عليها القوى السياسية إلى مجلس النواب، ولا شىء أكثر من ذلك، وأكدها المتحدث الرسمى باسم الرئاسة عندما قال إن الرئاسة لا تستطيع أن تلزم المجلس النيابى بالقرار الذى يتخذه ونحن نقول، نعم، حقاً وصدقا وعدلا، إذن ففيما الحوار مع رئيس الجمهورية، وهذا لا ينتقص من مكانة الرئيس الذى يلتزم بنصوص الدستور.

 

لذا فأنا أطالب جبهة الإنقاذ بأن تتوجه مباشرة إلى من بيده الحل والعقد وهى الأحزاب السياسية وبالذات أحزاب التيارات الإسلامية ـ الاخوان والسلفية ـ  أن تتوجه إليهم بإعلان الموافقة على بدء حوار يهدف إلى تعديل المواد الخلافية فى الدستور وإعداد قانون الانتخاب وذلك لأن التوصل إلى اتفاق بين الأحزاب السياسية هو الذى يضمن التنفيذ وليس الاتفاق مع رئيس الجمهورية ـ خاصة فى ظل نظام انتخابى يضمن لقوائم الأحزاب ثلثى عضوية البرلمان على الأقل ـ إذن فالاتفاق بين أحزاب جبهة الانقاذ وأحزاب التيارات الاسلامية هو المعبر الطبيعى لضمان التنفيذ.

 

•••

 

 

أعلم جيدا أن الحوار الناجح هو الحوار الذى يتم الإعداد له إعدادا جيدا وليس الحوار الذى تتم الدعوة إليه فى المساء عبر وسائل الإعلام للحضور فى صباح اليوم التالى، ومن الإعداد الجيد الاتفاق على جدول أعمال مختصر ومحدد وشديد الوضوح (فقرتين أو ثلاث) ثم عدد المشاركين من كل جانب ولا يجب أن يتجاوز أربعة أو خمسة من قيادات الصف الأول من الجانبين ثم الضمانات.

 

وقد يبدو أن موضوع الضمانات هو العقبة الكؤود فى طريق الحوار وأنا لا أراها كذلك. فالمطلوب هو تهيئة الأجواء النفسية المواتية واستعادة ثقة الأطراف فى بعضها البعض واستعادة روح العمل الثورى الجماعى التى جمعت بينهم قبيل الثورة وفى المراحل الأولى لها والتى أثارت إعجاب العالم، المطلوب هو بناء الثقة بين طرف فى الحكم لديه هواجس غير صحيحة بأن المعارضة تسعى لإسقاطه وبين طرف فى المعارضة مر بتجارب عديدة من نقض العهود وتغير المواقف من قبل الطرف الآخر.

 

وقد عبر د. البرادعى عن ذلك بقوله إن البلاد لن تنهض إلا بوجود شراكة وطنية وأنه بعد التجربة السيئة مع رئاسة الجمهورية لابد من وجود «عربون» للمصداقية واكد أن الجبهة لا تريد إسقاط النظام ولا تسعى لرحيل الرئيس ولا يوجد داخل الجبهة خلاف حول شرعية الرئيس مرسى وان الجبهة تسعى إلى إصلاح مسار الثورة وإسقاط الاستبداد، وان ما تطالب به من ضمانات ليس شروطا مسبقة بل حكومة إنقاذ وطنى يشارك فيها كفاءات من كل جانب لكى «نشيل الشيلة» مجتمعين، فالأمر أخطر وأعجل وأثقل من أن يتحمله فصيل واحد، فأنا أقول للرئيس مرسى كرئيس لكل المصريين إن اليد الممدودة إليك هى يد الأخوة الوطنية الساعية للمساعدة لا للمصارعة أو المناورة.

 

 

 

•••

 

يا سيادة الرئيس ربح البيع يا دكتور مرسى، يا له من ثمن قليل وكسب كبير للبلد، تخيل ما سوف تتناقله وسائل الاعلام العالمية عن بدء حوار وطنى فى مصر يشمل جميع الأطراف، مصر تدخل مرحلة الاستقرار، تشكيل حكومة كفاءات متفق عليها من جميع الأطراف، البرادعى على رأس المعارضة فى جلسات الحوار، أؤكد لك أن الأوضاع ستتغير تماما، إنها النقلة السحرية التى ستفتح جميع الأبواب المغلقة فى مؤسسات التمويل الدولية ومؤسسات التصنيف المالى والائتمانى وتدفقات رؤوس الأموال والسياحة والاستثمار أرجو أن تجد هذه الصرخة آذانا صاغية فلم يعد هناك وقت للمناورات السياسية أو الحزبية. لقد دقت جميع أجراس الانذار ورفعت جميع الاعلام الحمراء وبدأ العد التنازلى نحو الهاوية، بدأت محطات توليد الكهرباء فى التوقف، ست فى يوم واحد بما فيها محطة الكريمات الضخمة، وآلاف المصانع توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود وضعف التصدير والسياحة شبه منعدمة.

 

أنا أزعم أن مجرد بدء الحوار الوطنى الجاد أهم لبعث الثقة فى الاقتصاد المصرى من إبرام اتفاقية القرض مع صندوق النقد الدولى دون الانقاص من أهمية هذه الاتفاقية بل إنه سيهل إنجاز هذه الاتفاقية بأقل معاناة.

 

•••

 

 

يا سيادة الرئيس اذكر نعمة الله عليك وتذكر قول نبى الله يوسف «وقد أحسن بى إذ أخرجنى من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينى وبين إخوتى، إن ربى لطيف لما يشاء إنه هو السميع العليم».

 

فلننس الحزب والجماعة والجبهة والحركة وتذكر شىء واحد فقط، مصر، التى ستسأل عنها يوم القيامة والله غالب على أمره.

 

 

 

كاتب ومحلل سياسى

سيد قاسم المصري مساعد وزير الخارجية الأسبق
التعليقات