عاد د.برانتى Kent Branty من رحلة الموت قبل أن يصل إلى المحطة الأخيرة فقد نقل بطائرة خاصة هو وزميلة له: نانسى رايتبول Nancy Writebol من ليبيريا إلى أتلنتا بالولايات المتحدة إثر إصابتهما بعدوى فيروس الإيبولا. كانا معا فى بعثة طبية للإشراف على أعمال الوقاية من الفيروس القاتل فى ليبيريا بعد أن تفشى فى غرب أفريقيا ليصيب ألفين وأربعمائة إنسان حصد أرواح نصفهم بلا شفقة.
«إن ما حدث هو بحق معجزة. أنا أرتجف لمجرد إحساسى بأننى مازلت على قيد الحياة».. كانت تلك هى كلمات د.برانتى فى مؤتمره الصحفى الذى عقد ليذاع فى كل وسائل الإعلام العالمية، صباح الخميس الماضى، فهل حقا سيكتب للإنسان النجاة من طاعون هذا الزمان الذى تفشى فى أفريقيا؟
تلقى د.برانتى وزميلته علاجا تم تصنيعه على عجل فى الولايات المتحدة أرسلت جرعات منه إلى إسبانيا لعلاج رجل دين مسيحى كان فى مهمة دينية فى ليبيريا لكنه للأسف كان قد قضى فيما يبدو قبل أن يبدأ فى تلقيه.
مازالت الأحوال من سيئ لأسوأ حتى إن البوليس فى منروفيا عاصمة ليبيريا أطلق الرصاص على المتظاهرين الذين خرجوا للتعبير عن غضبهم لما آل إليه الحال من تقييد لحركتهم وإجراءات العزل القاسية التى تتخذ معهم.
الفيروس ضار والعدوى تغتال أكثر من تسعين بالمائة من الأرواح التى تتمكن منها. الدواء الذى عالج الأمريكى وزميلته دواء تجريبى أجازته منظمة الصحة العالمية دون أى تجارب علمية يشترط أن تجرى قبل أن يسمح بتداوله أو تتم إجازته من الهيئات الطبية العلمية المعروفة مثل وكالة الغذاء والدواء FDA. الوقاية تنحصر فى العزل والتوعية بطريقة نقل العدوى من مريض لآخر. هناك تجارب على لقاح كندى تم تصنيعه لكنه لم يجرب حتى الآن على الإنسان ولم يخرج من العمل بعد تجربته على الحيوان.
تتجمع فى العالم الآن دوامات لغط تثير شكوكا مريرة حول إذا ما كانت فيروسات ضارية كفيروس مرض نقص المناعة «الإيدز» والإيبولا قد تسربت عدواها من معامل قوة عظمى تملك سلاحا فتاكا لإبادة البشرية يعتمد على قدرات بيولوجية!.
تتراءى لى صورة قابيل بعد أن هشم رأس أخيه هابيل وهو يدور بعينيه فى فضاء الأرض حائرا أين يخفى آثار أول جريمة فى تاريخ البشرية. تنبه إلى الغراب وهو ينقر فى الأرض ليدفن غرابا آخر واتاه الأجل فحاكاه ووارى جثمان أخيه التراب ونفض يديه مستديرا بخطى على الأرض ثابتة محدود القامة عالى الهمة!