بعد أن شاهدنا زهايمر واللمبى وإسماعيل يس فى مستشفى المجانين وكل ما شابه من أفلام مصرية تبارى فيها كتاب الدراما فى تصوير أصحاب أمراض النفس وذوى الاحتياجات الخاصة والذين يعانون بعض صعوبات فى النطق أو التعلم فى صور مشوهة مبالغ فيها رغبة فى انتزاع الضحكات.
أدعو كلا من اضطر يوما لأن يقبل استخفاف الآخرين بعقله ويشارك حتى بدون قصد أو رغبة فى رواج تلك المفاهيم الغليظة التى تخاصم أبسط قواعد الإنسانية أن يذهب مرتين لمشاهدة الفيلم البديع المرشح بقوة لأهم جوائز السينما العالمية: الأوسكار بعد أن فاز فى مسابقة النقاد التى يعرف عنها الرصانة ودعم القيم الحقيقية لفنون السينما والمعروفة باسم The Golden Globe.
خطاب الملك The king s speach الفيلم الذى يلعب بطولته كولن فرست Colin firsth فى دور الملك الإنجليزى جورج السادس الذى عرف عنه بلعثمة أثناء الحديث وقدراته المتواضعة فى حذب انتباه سامعيه حينما اضطرته الظروف لأن يعتلى عرش إنجلترا بعد تنازل أخيه عن التاج.
لم يستسلم جورج السادس وبمعاونة معلمه الاسترالى الأصل وقد لعب دوره بمهارة فائقة الممثل جوفرى رش Geoffery Rush الذى استطاع بصبر وقدرة على التواصل أن يعيد إليه ثقته فى قدراته على تجاوز تلك العقبة الأمر الذى عزز لديه قدرات أخرى أضافت إلى شخصيته رونقا يليق بالتاج الإنجليزى.
كاتب القصة دافيد سيدلر (David Seidler) عانى فى طفولته من ذلك الاحتياج الخاص وكان التعلثم أكثر ما عانى منه فى سنوات دراسته الابتدائية التى تفوق فيها وسعى والده جاهدا لمعاونته فى التخلص منها وإن كان لم يملك وقتها القدرة المالية التى يمكن من استقدام معلمين متخصصين فى علوم النطق والكلام. لذا فقد لجأ إلى الكتابة التى يجيد فيها التعبير عن ذاته بطلاقة افتقدها فى النطق.
الدسليكيا وعيوب النطق والتلعثم وبطء التعلم وإعاقات ذهنية عديدة فى حدود معينة يمكن بلا جدال علاجها بالمثابرة ودعم المتخصصين وفهم أفراد العائلة المحيطين بالطفل فى بدايات العمر. فيها تلعب السينما دورا ذا حدين لا يقل حدها الأول خطورة وأهمية عن دور العلم أما إذا أردتم معرفة فعل الحد الثانى فاذكروا تناول الدراما المصرية لها.