المتحرشون - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 6:45 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المتحرشون

نشر فى : الإثنين 24 مارس 2014 - 5:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 24 مارس 2014 - 5:10 ص

فى جامعة «لا دين لها إلا العلم» كما جاء فى بيان إنشائها قبل مائة عام، رفع طلاب راية تنظيم القاعدة الإرهابى.

قبلها بيومين، كان آخرون يلهثون كالكلاب خلف زميلتهم يتحرشون بها إلى حد الملامسة.

واقعتان مسرحهما ساحة جامعة القاهرة، التى كان إنشاؤها ثمرة لنضال جيل من التنويريين العظام فى أوائل القرن العشرين، محمد عبده وسعد زغلول وقاسم أمين ولطفى السيد، وعكس الاكتتاب لإقامتها تحديا لإرادة سلطات الاحتلال الإنجليزى، كما عبر عن لحظة نادرة من التعاضد بين جميع مكونات المجتمع المصرى آنذاك، حيث تبرعت الأميرة فاطمة بنت الخديوى إسماعيل بالأرض، وتسابق الأعيان من ملاك الأراضى والعمد والأفندية للتبرع، ولم يبخل عامة الشعب بقروشهم القليلة لإنشاء جامعة «تنهض بالبلاد فى شتى مناحى الحياة، وتكون منارة للفكر الحر، وأساسا للنهضة العلمية، وجسرا يصل البلاد بمنابع العلم الحديث»، كما جاء على لسان أول مدير لها، أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد.

ذكرتنى الواقعتان بظاهرة حيرنى تفسيرها، كان مسرحها الميكروباص ذهابا وعودة: سيل عارم من خطب عذاب القبر وأهوال القيامة وجبروت الثعبان الأقرع، تقابلها عشوائيات غنائية يصدح بها بعرور وباتشان والجن والبرنس، فيما نئن نحن ساكنى الميكروباص من عامة الناس، تحت وطأة «النقيضين المتطابقين المتلاصقين» دون ذنب اقترفناه، ودون فسحة للاختيار.

تحولت أعيادنا إلى مناسبات للتحرش الجماعى، كنا نراه فى الشارع، نترقبه ونتابعه، الآن حط فى الجامعة.

الذين رفعوا علم القاعدة فى جامعة القاهرة هم الوجه الثانى من العملة، متحرشون على طريقتهم، يتحرشون بالوطن كله، هم الحصاد المر لخطاب الإخوان الإقصائى، الأحفاد الحافظون لتعاليم الأب المؤسس، الذى قال لهم «أنتم الإسلام ولا غيركم»، هم نتاج البيعة والمظلومية والسمع والطاعة، المجبولون على «الولاء للقبيلة»، هوية الجماعة العابرة للأوطان.

هل استوقفك أنه سبق رفع طلبة الإخوان علم القاعدة بالجامعة، استشهاد ضابطين كبيرين بجيش مصر الوطنى فى اشتباك مع إرهابيين، كانوا يعدون لتفجيرات واغتيالات يستعيدون بها شرعية مرسى وشريعة جماعته؟.

هل لفت انتباهك أنه قبل أن يعلى طلبة الجماعة وحلفاؤها علم التنظيم فوق علم الوطن بأيام، قتل ستة جنود فى نقطة شرطة عسكرية بمسطرد، وهللت مواقع الجماعة الالكترونية لـ«العملية الجهادية الكبرى»، وأسف قيادى الجماعة الشاب عبدالرحمن عز «لأن الفرصة لم تواته ليقتلهم بيديه»؟

المتحرشون بالنساء مرضى نفسيون، لابد أن ينالهم سوط القانون، قبل أن يحالوا إلى مصحات نفسية للتهذيب والعلاج..

المتحرشون بالوطن خونة..

هل يعرف أحدكم دواء يشفى من داء الخيانة؟

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات