تلقيت بالكثير من الحيرة والدهشة خبرا لم أقرأه فى صحيفة مصرية إنما نشرته صحيفة الحياة السعودية التى تصدر من العاصمة البريطانية لندن، نقلت الحياة عن رويترز أن هناك شابين أخوين «أحمد ومازن قد لجأ لطريقة العرض منها تفريغ ضغوط المصريين النفسية! تصفها الجريدة.. أصبح لدى سكان العاصمة المصرية متنفس يفرغون فيه طاقة الغضب أو الطاقة السلبية التى تتراكم لديه جراء العيش فى مدينة ضخمة شديدة الزحام تمكن الغاضبين فى القاهرة الممسكين بمضرب يشبه مضرب البيسبول أو مطرقة أو حتى عتلة تحطيم مجموعة من الأهداف المتنوعة منها أجهزة تليفزيون قديمة وأوان فخارية ومقاعد خشبية وفقا لما يختارونه فى واحدة من ست غرف غضب.
يرى أحمد نصرت فى تصريحه لرويترز أنها فكرة لتفريغ الضغط النفسى.. تأتى إلى هذا المكان لتخرج الطاقة السلبية.. هذه فكرة المكان.. مقابل أجر معين يرتدى الزبائن خوذات وملابس واقية تغطى من الرأس إلى إبهام القدم ويتم اقتيادهم إلى واحدة من الغرف يمكنهم فيها تكسير الأشياء للتنفيس عن غضبهم!!
عزيزى القارئ: أتمنى لو أننى استطعت تلقى رد فعل على تلك الوسيلة التى ابتدعها شاب مصرى فى مقتبل العمر ويرى أنها سبيل للتنفيس عن احتقان النفس تحت وطأة ضغوط نفسية مصدرها الحياة فى مدينة ضخمة شديدة الزحام هى قاهرة المعز!
بداية فلنعترف أن الضغوط النفسية لا يجلبها فقط الزحام والضجيج فى القاهرة ولنا أن نسلم أن الضغوط النفسية هى أن هذا العصر فى المدن الكبيرة بلا استثناء فى العالم كله، إذن فالقاهرة ليست قضيتنا حتى لا نتوه فى زحامها إنما قضيتنا هى سلامة النفس من الضغوط العصبية والنفسية كافة على اختلاف أسبابها وإن جاءت احوال الوطن وما نعيشه من أحداث على رأس القائمة.
سلامة الجسد والنفس قضية فيها لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، لذا فقد اهتم العلم فى فروعه الخاصة بالنفس بدراسة وسائل إيجابية كثيرة يرى أنها تخلص النفس من أحمالها الثقيلة وضغوطها النفسية.
تمارين التنفس العميق والاسترخاء الذهنى بأنواعه وطرقه المختلفة منها تمارين التركيز والتأمل والفلسفات الذهبية كاليوجا بممارستها المختلفة وغيرها.. كلها وسائل تحترم النفس وتقودها إلى سبع سموات من صفاء الروح وتحرير الفكر مما يعلق به من أدران إذا تخيلنا أن تلك رفاهية ذهبية ليس لها مكان فى يوم الإنسان المصرى المهموم بالبحث عن رزق يومه. فهناك التفاصيل البسيطة التى يمارسها بلا جهد والتى تحمل إلى نفسه الرضا ومظاهر راحة البال: أبسطها كوب الشاى من يد الزوجة أو دعوة الأم بلقاء أولاد الحلال فى طريقه.
أى نوع من الغضب هذا الذى لا يغادر نفس الإنسان إلا بالعنف والضرب والتكسير؟
لعلنا نذكر لقطات بعينها لبطل الفيلم وهو يعبر عن غضبه بضرب المرآة لتسقط قطعا متناثرة وتبقى ملامحه على ما تبقى منها من شظايا مكفهرة ويده تنزف دما! أو حينما يضغط آخر على الكوب الزجاجى فى يده ليهشمه لتنغرس شظاياه فى يده وتتعلق عين المشاهد بالدم ينهمر!
من يصفق لهذا المشهد بلاشك مريض العقل يحتاج أحد أطباء المخ والاعصاب يعاونه محلل نفسى.
من أين أتى هذا الشاب بتلك الفكرة التى تحرص على انتشار العنف تحت زعم الخلاص من الضغط النفسى؟!!.
من يسمح له بإدارة غرف للغضب تدعو صراحة لإدمانه فى قاهرة المعز؟!!
الرد فرض عين على الزملاء من أطباء النفس.. أنتظره.