صدمنى العنوان للحظة واستفزنى لكن سرعان ما تبددت سحب الغضب لتحل محلها دهشة لا تخلو من مشاعر تفاؤل يندر وجودها فى أيامنا تلك.
لو عندك دم.. عنوان لفكرة إنسانية بديعة خطرت لشاب واعد من أبناء ذلك الوطن المهمومين به الراغبين فى استعادته من تلك المتاهة التى يدور فيها. هشام خرما الشاب الذى عشق الموسيقى وانتهى من دراسة علوم الحاسب الآلى فى الجامعة الأمريكية لم يلهه المستقبل اللامع الذى ينتظره ولا سنوات عمره الغضة التى تدفعه بصورة تلقائية إلى الاهتمام بفرص الحياة البهيجة. تقدم فى شجاعة ليحمل عبء مسئولية إحدى المشكلات الحيوية التى تمس حياة الإنسان المصرى فى لحظة فارقة من حياته: مشكلة وجود دم فى حالة الحاجة الماسة إليه.
تظل مشكلة نقل الدم إلى مريض فى حاجة ماسة إليه إحدى المشكلات الصحية العصية على الحل. إما لعدم وجود كميات الدم الكافية فى المستشفيات وبنوك الدم أو لغياب الفصيلة المطلوبة وندرتها ولا أريد أن ألقى ظلا كئيبا على حديثى فأذكركم بأننى فى موقع يجعلنى الأقرب إلى تداعيات تلك المشكلة الحادة: نطلب دائما فى معهد القلب القومى أن يجمع مريض القلب المفتوح رصيد الدم اللازم تأمينه قبل إجراء العملية بنفسه سواء من أهله أو المتبرعين له، فما بالكم بمصابى حوادث الطرق التى أصبحت معلما من معالم تفاصيل حياتنا اليومية.
طرح هشام فكرة استخدام منصة إلكترونية عبر الإنترنت يشترك فيها كل من وهبه الله سبحانه ضميرا يقظا ويدا مفتوحة لمعاونة الغير. يسجل ذلك الموقع الإلكترونى الآن عددا يربو على الألفين وخمسمائة من أسماء المتطوعين الراغبين فى التبرع بالدم مع معلومات كاملة عن فصائل دمائهم وطرق الوصول إليهم فى حالة الحاجة إليهم. فى المقابل يمكن للإنسان الذى بحاجة إلى الدم أن يسجل طلبه مستخدما ذلك«الموقع».
تلك بلا شك فكرة إنسانية بديعة لحل مشكلة طبية يعانى منها المريض وتهدد عمل الأطباء والمستشفيات يجب أن يدعمها الجميع بلا تردد.. الفكرة تدعمها أيضا مجموعة بوهرنجر إنجلهايم Boehringer Ingelheim العالمية فى مبادرتها طويلة الأجل «نحو صحة أفضل» بالتعاون مع منظمة أشوكا: مبدعون للمجتمع.
عزيزى القارئ: أتوقع أن تقبل دعوتى لك اليوم لدعم هذا الشاب الذى تقدم طواعية للالتحاق بالجيش الموازى: جيش الخدمة العامة.
لم يفكر فى الهجرة أو الهرب أرجأ مشكلاته الشخصية وبدأ بمشكلات الوطن غابت عن أبجديته مفردات العنف وحل محلها نغمات السلم الموسيقى لذا فقد اتسق حلمه مع رغبته فى مساعدة الغير والانضمام إليهم.
هشام خرما: تحية واجبة لحسك الوطنى من كل العاملين فى مجال الصحة يسبقهم المواطن المصرى العادى الذى قد تضمن له فكرتك النبيلة إنقاذا محتملا لحياته بعنوانها المستفز!