مرض ست البيت - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 1:44 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مرض ست البيت

نشر فى : السبت 24 نوفمبر 2018 - 12:00 ص | آخر تحديث : السبت 24 نوفمبر 2018 - 9:43 ص

نشرت جريدة الأهرام فى عددها الأسبوعى «الجمعة» تحقيقا صحفيا، أراه ممتازا عن المنظفات الصناعية التى تستخدم فى البيوت المصرية بكثرة، نظرا لرخص ثمنها والتى تصنع محليا فيما يطلق عليه «تحت السلم» يشير التحقيق إلى أنها تصل إلى 24 مليون لتر تستخدمها 12 مليون سيدة اسبوعيا. رقم مخيف وتداعيات بالفعل خطيرة.
أما لماذا تلك التداعيات الخطيرة لعمليات النظافة فلابد تلك المستحضرات التى لا تخضع لأى رقابة أو قوانين سلامة تحتوى على مواد كيميائية ضارة مثل الفورمالين وحامض السلفونيك وسلكات الصوديوم وكلها مواد بالفعل ضارة للغاية بالاستعمالات الآدمية.
الفورمالين على سبيل المثال أهم استعمالاته حفظ العينات الباثولوجية وعينات الأنسجة. أما استخدامه فيما يخص الإنسان الحى سواء كان هذا لفترة قصيرة أو طويلة فهو بالفعل مهلك، الفورمالين إذا ما استخدمه الإنسان فى حياته اليومية يقلل من مناعته ويصيبه باضطرابات فى وظائف الكبد ويسبب الفشل الكلوى والسرطان، أما سيلكات الصوديوم فهى مادة محظورة عالميا لها قد تسبب تليف الرئات والفشل التنفسى والسرطان.
هذا الخليط الجهنمى يستخدم تحت السلم لإنتاج قنبلة موقوتة تسمى «صابون المواعين» تستخدمه السيدات فى المناطق الشعبية؛ حيث بالطبع لا تسعفهن ميزانيات بيوت فقيرة وإن أثقلتهن مسئوليات منزلية ضخمة لعائلات كثيرة العدد هزيلة الدخل.
تلك بحق مشكلة خطيرة تواجهها المرأة المصرية التى تضطرر لشراء تلك المنظفات القاتلة ولا تجد سواها فى متناول اليد، بالطبع ليست هناك أدنى رقابة على تلك الصناعة القاتلة ومن يبيع الموت فى تلك العبوات البلاستيكية يحقق أرباحا لما يراه فلا ضرائب يدفع أو رسوم يسدد.
كان بالفعل اختيارا موفقا أن تنشر الأهرام هذا التحقيق للتنبيه ولشرح أساليب الغش التجارى فى تلك المنتجات.. أما الأهم فهو أن تنتبه الدولة لما يؤذى مواطنيها ويمس صحتهم وسلامة أبدانهم من ألوان الخطر التى يضطرون إليها.
ترى أى وزارة من الوزارات يجب أن تتبنى مشروعا لحماية المرأة المصرية من ذلك الخطر المحدق بها، يتسرب إلى شرايينها من يديها التى تضعها لساعات يوميا فى الحوض لغسل «المواعين» أو الملابس.
تتالت أسماء الوزارات على ذهنى: الصحة، الصناعة، التموين، الشئون الاجتماعية.. عجبا كل الوزارات من وجهة النظر الوطنية مسئولة لا أستثنى إلا الخارجية إذن هى مسئولية الحكومة بالكامل والتى لو أنصتت للأطباء لعرفت أن كل تلك الأمراض مجتمعة إنما توصف بأمراض «ست البيت» بدءا من الحساسية والأمراض الجلدية حتى الرئة والكبد والكلى والسرطان.. تعرفها جيدا عيادات الأطباء والمستشفيات ويتم تشخيصها نتيجة استخدام تلك المنظفات القاتلة باستمرار.
أين أصحاب شعار «تمكين المرأة» من تلك الظاهرة الخطيرة التى تستهدف حياة المرأة ذاتها بدلا من سلطاتها!!
أتمنى أن أسمع صوت ورأى مجالس وجمعيات المرأة المنتشرة فى بلادنا فى تلك الكارثة التى تحيق بالمرأة المصرية فى عقر دارها فتلحق بها مرض «ست البيت».

التعليقات