** «ثلاثية 2020».. هكذا كتب لاعبو بايرن ميونيخ على صدر فانلاتهم، وهم يغادرون الطائرة التى أقلتهم من لشبونة إلى بلادهم بعد الفوز بكأس أوروبا. ولم تكن الثلاثية مفاجأة، فقد كان أداء البايرن رائعا فى المسابقات الثلاث التى خاضها، بعملية بناء مدروسة من مدربهم هانز فليك أو «الملك هانز الأول» كما وصفته صحف ألمانيا بعد الفوز باللقب. والواقع أن الصحافة العالمية لها نظرية فى التعامل مع الأبطال والبطولات، ومع المهزومين والمنكسرين، ومع النجوم اللاعبين، وهو أمر كنت أظنه خاليا من المبالغات، لكن يبدو أن الصحافة حالها واحد شرقا وغربا، فقد كنت أتوقف كثيرا عندما نصف الأهلى أو الزمالك عند الفوز ببطولات أفريقيا بأنه: «سيد أفريقيا». وها هى صحيفة بيلد الألمانية تقول: «بايرن ملوك أوروبا» ومضت عناوين الصحف الألمانية: بايرن على العرش». «وبايرن يحكم أوروبا» فلا مضض إذن من سيد أفريقيا..!
** عندما خسرت إسبانيا أمام فرنسا 1/3 فى دور الستة عشر عام 2006 تعاملت الصحافة الإسبانية مع الخسارة كما تعامل التاريخ مع معركة تحطيم أسطول الأرمادا الإسبانى أمام نظيره الإنجليزى منذ قرون فخرجت الصحف فى مدريد وهى تتحدث عن الخيبة، والفشل، والعار، والحرب التى هزمت فيها الكرة الإسبانية.
** الصحافة الرياضية وصحافة كرة القدم ترصد الواقع وترسم له صورة بالكلمات وهو أمر يكون منطقيا أحيانا، إلا أن هذا لا ينفى عن الصحافة الرياضية المبالغة فى التعبير عن السخط والغضب أو الإعجاب والفرح تماما كما حدث مع الإيطالى فرانشيسكو توتى فى كأس العالم بألمانيا، فقد تعرض توتى للنقد قبل انطلاق البطولة، ثم سجل هدف إيطاليا الوحيد فى مرمى أستراليا من ركلة جزاء ظالمة، فاعتبر بطلا قوميا وبالغت صحيفة كورييرى ديللو سبورت، حين اعتبرت أن توتى هو إيطاليا!
** لكن ما رأيكم فى صحافة البرازيل التى قالت عن مشاركة منتخبها فى مونديال 2010:
«أداء المنتخب لا سحر ولا لعب ولا خطة ولا روح ولا نجوم ولا فريق ولا حياة ولا سعادة ولا هوية ولا شخصية ولا أعذار».. ترى هل يتحمل حسام البدرى مثل هذا الكلام عن المنتخب؟ هل يقبل أى فريق أو أى مدرب أو أى لاعب فى عالمنا العربى مثل هذا النقد القاسى؟!
** وفى مونديال 2006، وصفت صحف البرازيل نجم وهداف الفريق رونالدو بأنه رجل ميت حين فاز منتخب السامبا على http://192.168.160.30/EasyNews/img/resize_small.pngكرواتيا بهدف للا شىء، وقالت فى مانشيتات: «هزمنا كرواتيا على الرغم من وجود رونالدو الميت» ولكم أن تقرأوا ماذا قالت الصحافة، نفس الصحافة، بعد ايام عن رونالدو حين حطم الرقم القياسى للألمانى جيرد موللر صاحب الـ 14 هدفا فى تاريخ المونديال، وهو الرقم الذى ظل صامدا منذ السبعينيات حتى تخطاه النجم البرازيلى فى ألمانيا برصيد 15 هدفا لقد تغنت الصحافة البرازيلية بعبقرية رونالدو الذى كان ميتا منذ أيام، وهى معجزة أن يسترد لاعب الحياة بعد الموت وهى معجزة أكبر أن يكتب نفس القلم مثل هذا الكلام!
** إلا أن المبالغة تفوق الوصف، عندما تكتب صحيفة عربية فى صدر صفحتها الأولى الرئيسية: «أبطالنا يتدربون بقوة استعدادا لكأس العالم لكرة السلة. «وعندما ذهب أبطال التدريب إلى البطولة لم يحققوا انتصارا واحدا، وكانت كل مبارياتهم عبارة عن «جون مشترك»!