** فى التاسع من ديسمبر الحالى أقالت لجنة حكام كرة القدم الإنجليزية الحكم ديفيد كوت، بعد أن كشفت تحقيقاتها أن أفعاله تمثل انتهاكًا خطيرًا لعقده.. فما هو الانتهاك الخطير للعقد؟ هل تغاضى عن ضربة جزاء لفريق؟ هل احتسب ضربة جزاء غير صحيحة لفريق؟ هل كان لطيفًا مع لاعبى فريق فى مباراته ضد فريق آخر؟
** الإجابة: لا.. لا شىء من هذا. فمن الوارد أن يقع الحكم فى خطأ، ولا يحتسب ضربة جزاء. وقد تكون شخصيته ضعيفه لكنها لا تعنى إقالته، والحقيقة أن هذا الحكم تعرض للإيقاف، الشهر الماضى، بعد انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعى يظهر فيه وهو يسىء إلى ليفربول ومدربه السابق يورجن كلوب. وعند إجراء التحقيق قررت لجنة الحكام الإنجليزية إقالة الحكم مع منحه حق استئناف القرار.
** لا أظن أن ليفربول أصدر بيانا يهاجم فيه الحكم أو لجنة الحكام التى أجرت تحقيقها إرساء لمبادئ، فالحقوق الأدبية لا تتسول. ولكن الأخطاء الفنية الخاصة بقرارات تقديرية فى الملعب والتى يقع فيها الحكام لا تعنى الإقالة، ولا تعنى إصدار بيانات، وفى موسم قريب أصدر الأهلى والزمالك وبيراميدز بيانات تنتقد أداء الحكام، وتتضمن شكاوى، وقد أشرت من قبل إلى أن السلوك الطبيعى هو الاحتجاج رسميا لدى الاتحاد وللجنة الحكام دون إصدار بيانات عامة تبدو خطابا مواجها للرأى العام ولجمهور الفريق كأنه بلاغ من الإدارة يقول: «ندافع عن حق النادى؟».
** إدارات الأندية ليست فى حاجة إلى هذا البلاغ؛ لأنه أولا من صميم عملها وعبر الطرق الرسمية والمسارات الرسمية، وثانيا لأنه من البديهى أن يثق الجمهور فى أن الإدارة تدير، وتعمل على حماية مصالح النادى، وثالثا تلك البيانات وما يأتى فى مضمونها يهدد مستوى الحكام وأداءهم، ويهدد مهنة التحكيم، ويساعد على انتشار الاحتقان بين جماهير الأنددية دون استثناء لأى نادٍ من مطالبته بالتوقف عن إصدار البيانات.
** يشغل أهل الرياضة فى العالم الآخر العديد من القضايا المهمة ليس بينها إصدار بيانات بعد كل مباراة تشكو الحكام. وحين طالب الأهلى على سبيل المثال بتعيين خبير أجنبى كما يطالب الآن الزمالك كان تعليقى: هل نسيتم أنه أثناء وجود الخبير الأجنبى الأول والثانى كانت الشكاوى والبيانات تطير وتحلق فى سماء الكرة المصرية؟ إذا كنتم نسيتم عليكم فقط مراجعة فترات وجود الإنجليزى مارك كلاتنبيرج، ثم البرتغالى فيتور بيريرا كانت هناك شكاوى من التحكيم. وإذا كان اتحاد كرة القدم بصدد تعيين خبير أجنبى لقيادة لجنة الحكام فإننى أعلن من اليوم أن الشكاوى والبيانات لن تتوقف عن الصدور من جانب الأندية وسوف يتوالى الأمر: البيان رقم (1) . والبيان رقم (2) والبيان رقم (3). فأنتم لا تدرون أنه خطأ تقدير من الحكام يضيع بطولة كأس العالم من منتخب. وفى تاريخ اللعبة شواهد. وأنتم لا تدرون أن الأخطاء التحكيمة جزء من اللعبة حتى مع موجود تقنية الفيديو المساعد وهذه الأخطاء موجودة فى كل المباريات وتمس كل الفرق. نعم الأخطاء ليست فى مباراة واحدة أو نحو فريق واحد. وأنتم لا تدرون أن رئيس لجنة الحكام الأجنبى لن يوقف أخطاء التحكيم. وأنتم لا تدرون أنه كان لدينا 8 حكام فى كأس الأمم الإفريقية وكانوا نجوما، ولم تسألوا أنفسكم جميعا أندية واتحادا !لماذا نجحوا هناك ولماذا هم متهمون هنا؟
** عزيزى اتحاد كرة القدم أنت تفاضل بين سيرة مجموعة من خبراء التحكيم الأجانب.. وهذا ليس الدواء، وسوف تستمر الشكاوى من الحكام لأسباب كثيرة، منها وقوع أخطاء فعلا تستحق الشكوى، ولكن معظمها لأن الحكم هو الشماعة التى تبرر ضياع نقطة أو ثلاث نقاط وتبرئ الفريق أمام جمهوره؟!
** انتظر البيان رقم (1)؟!