المفاوضات فى القاهرة، يوم الثلاثاء 23/9 غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاق بعيد الأمد على وقف إطلاق النار، محكوم عليها بالفشل. فخلال شهر كامل لم يحدث أى اتصال بين الطرفين.
وفى وقت يبدو العالم كله منشغلا بـ«داعش» وبالخطة الأمريكية للقضاء على هذا التنظيم الإرهابى المخيف، يبدو اللقاء فى القاهرة خارج هذا السياق ولا أهمية له. وما يظهر بصورة كبيرة عدم أهمية الخلاف العميق بين الفلسطينيين أنفسهم، أى بين «فتح» و«حماس».
فقبل يوم من الاجتماع بين أعضاء الوفد الفلسطينى «الموحد»، من المنتظر حدوث اجتماع بين «حماس» وفتح» من أجل تأكيد المصالحة وتأليف حكومة الوحدة. ونظرا إلى أن «فتح» تدرك القوة السياسية المتعاظمة لـ«حماس» فى الشارع، فهى تهدد بأنه إذا لم تسر «حماس» فى اتجاه الوحدة، فإن الانتخابات لن تجرى.
وفى المقابل، تهدد «حماس» بأنه إذا لم تحل مشكلة الرواتب للموظفين خلال ستة أشهر، ولم تحول مبالغ كبيرة من أجل إعادة إعمار غزة، فإن «حماس» ستعتبر نفسها غير ملتزمة بالتعهدات السابقة وستعود للسيطرة رسميا على غزة. وبين هذين التهديدين يزداد تدهور الوضع.
وفى هذه الأثناء، يزداد الاهتمام بظاهرة الهجرة من غزة إلى أوروبا بعد الشهادات التى نشرتها وسائل إعلام عن فلسطينيين غرقوا، وهم فى طريقهم إلى إيطاليا، مما يزيد من صب الزيت على النار المشتعلة هنا. لقد وجهت «فتح» والسلطة الفلسطينية إصبع الاتهام نحو «حماس» بأنها هى المسئولة عن موت المهاجرين، وكشفتا المبلغ الذى يدفعه هؤلاء المهاجرون إلى خزينة «حماس» من أجل تحقيق حلمهم الأوروبى. وإلى جانب اتهام «حماس» بسرقة أموال السفر، فهى متهمة بالسيطرة على المصارف، وإطلاق الرصاص القاتل على عناصر الحرس الرئاسى، استنادا إلى اتفاق وقف إطلاق النار، من المفترض أن يقوم بالمحافظة على الحدود. وفى المقابل، تتهم «حماس» «فتح» باعتقال عدد من عناصرها وعرقلة تحويل الرواتب، وبصورة أساسية بالتنسيق الأمنى مع العدو ــ أى إسرائيل.
إن المفاوضات فى القاهرة محكوم عليها بالفشل بسبب المشكلات الداخلية الفلسطينية. من المحتمل جدا أن تمدد المحادثات. إن ارتفاع حرارة الساحة الجنوبية قد يؤدى إلى تبريد الساحة السياسية فى القدس، وإلى إسكات الأصوات المطالبة بالانتخابات التى بدأنا نسمعها من كل اتجاه.
إساف جبور محلل سياسى «معاريف»
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية