تسالى عز وحديده - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 10:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تسالى عز وحديده

نشر فى : السبت 25 ديسمبر 2010 - 9:54 ص | آخر تحديث : السبت 25 ديسمبر 2010 - 9:54 ص
يمكن التعامل مع مقالات الكاتب الكبير أحمد عز الساخرة فى الأهرام على مدى اليومين الماضيين باعتبارها نوعا من التسالى هى الأخرى، على أساس أن السيد الرئيس لم يصادر حق أحد فى أن «يتسلى» سياسيا عندما أطلق مقولته التاريخية فى افتتاح البرلمان «خليهم يتسلوا» وذلك عندما جاءت سيرة البرلمان الموازى.

صحيح أننا فى سنوات التسالى التى طالت كثيرا على نحو غير مسبوق، إلا أن تسلية عن تسلية تفرق، فهناك من يتسلى معنا ومن يتسلى بنا ومن يتسلى علينا، وهناك من يتسلى على نفسه.

ويمكنك أن تضع «مقالات عز» فى المساحة الواقعة بين النوعين الأخيرين، دون أن تنتقص أو تسفه من جهد الكتيبة التى أنتجت المقالات وقدمتها على أنها فخر الصناعة الحزبية فى مصر.

وإذا كان المقال الأول قد تكفل بنفسه وتبخر بفعل تلك الغابة الكثيفة من الدخان المنبعث من مستودعات الأرقام الصماء التى لا تقول شيئا، ولا تدل إلا على أن مطلقها إما يتحدث عن شعب آخر غير المصريين، أو يقصد بلدا آخر غير مصر.. إلا إذا كان المصريون جميعا قد أصيبوا بعمى البصر والبصيرة فصاروا لا يشعرون بالنعم التى يرفلون فيها، ولا يستطيعون رؤية مؤشر النمو وهو يقفز برشاقة إلى الأعلى والأمام.

وفى هذه الحالة فكل المصريين مدينون بالاعتذار للرجل القوى فى الحزب الوطنى، ولمصر طبعا، على هذا الجحود ونكران الجميل وإساءة تقدير حجم مصر ومكانتها ومكانها البارز على مؤشر البؤس العالمى.

ولأن المقال الأول جاء جافا وباردا فقد أتى المقال الثانى أكثر درامية وخفة ظل حيث حفل بمئات المشاهد التى التقطتها كاميرا عز لجميع مرشحى المعارضة والإخوان والمستقلين، ومواقف مسجلة باليوم والساعة والثانية، بما يجعلك تضرب كفا بكف من أين للسيد عز بهذه الطاقة الجبارة والقدرة على الرصد والتحليل والاستنتاج؟

لكن المدهش أكثر هو القدرة على حرق الحقائق والقفز عليها، بحيث تبدو العملية الانتخابية من منظور عز نقية وبيضاء من غير سوء، وكل ما قيل عن التزوير والبلطجة والتقفيل هو هلاوس وضلالات تستبد بالخاسرين والمعارضين، حتى وإن تكدست مئات الشهادات من القضاة والمراقبين عن فساد العملية الانتخابية وعوارها.

غير أنه يبقى من كل ذلك أن الكاتب عز يثبت مرة أخرى مهاراته وإمكانياته الصحفية، إلى حد مثير للاستغراب والدهشة حين تعلم أنه رجل الحديد الأول فى مصر.. فمن أين له هذا؟
وائل قنديل كاتب صحفي