بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم وهذا بالنسبة للمواطنين المصريين المسلمين أما للمواطنين المصريين المسيحيين فهم فى وسط زمن الصوم الكبير ويليه عيد القيامة ويليه أيضا عيد الفطر المبارك ــ بارك الله على شعبنا باليمن والبركات والأخوة والمحبة.
هذه الأزمنة المباركة هى أزمنة للصوم والصلاة والتعبد ولكن للأسف عاداتنا المصرية الحديثة ربطت تلك الأزمنة المباركة بعكس ما هو مفترض عند المؤمن وهو التقشف والابتعاد عن المظاهر والاستهلاك الزائد الذى ابتلى به مجتمعنا حديثا. ورغم تلك الأجواء المميزة إلا أنه هناك جانبا سلبيا وهو إهدار الطعام فى شهر الصيام. ووفقا للإحصائيات والأرقام الرسمية، يهدر المصريون أطنانا من بواقى الإفطار والسحوروالطعام عموما بالتخلص منها فى القمامة، وتتكرر هذه الظاهرة كل عام رغم النداءات المستمرة بالبعد عن التبذير. أن هدر الطعام مرتبط بعادات وسلوكيات المصريين منذ مئات السنين، فالكل يحاول أن يقتصد إلا أن «العزومات الرمضانية» تتطلب الكثير، فالكل يستعرض نفسه فى الطعام على الموائد الصيامية وخاصة أمام المعازيم، وخاصة إذا كانوا من أهل الزوج أو الزوجة، فمازلنا نعيش بنظرية «الكرم الحاتمى».
فيما أكد مسئولون فى منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة «فاو»، أن الفرد الواحد فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يهدر 250 كيلوجراما من الطعام الصالح للأكل سنويا، ويزداد المعدل بشكل خاص فى شهر رمضان، لافتين إلى أن المواطن المصرى الواحد يهدر 73 كيلوجراما من الطعام سنويا.
وهذا ما قصده السيد الرئيس فى خطاب تكريمه للمرأة عندما قال: «افعلوا ماشئتم فالمنتجات موجودة بوفرة ولكن انتبهوا... وحكى كيف وهو وزير دفاع أمر أن يقدم طبق واحد بدل من طبقين عندما كان يتم أى احتفال فى الجيش قاصدا بذلك أن اللمة ومحبة الأصدقاء هى الأهم وليس النهم والاستهلاك البغيض. ولذا فترة الأصوام هى الفترة الأمثل لكى نتضامن مع البسطاء والفقراء فنتقشف ولا نفجر ونتواضع ولا نتفاخر ونتوازن ولا نهدر.
يعتقد البعض أن المبالغة فى الإنفاق على الطعام والزينة مصدر لجلب السعادة والتخلص من الضغوط التى عانوا منها بقية العام ولكن العكس هو الصحيح فكلما كان الاحتفاء بالشهر الفضيل بشكل معقول يتسم بالبساطة وبالامكانات المتاحة التى لا تثقل الكاهل تحقق الارتياح النفسى فسعادة الاسرة ودفء العائلة لا يتحققان فقط بالموائد العامرة وانما من طبيعة الكلام والأحاديث والطاقة الإيجابية النابعة و«اللقمة الهنية تكفى مية» والمرأة المصرية المكافحة هى التى تستطيع أن تقوم بهذا الدور فى وقف نزيف الإنفاق على ما لذ وطاب وتدبر أمر أسرتها فى الإنفاق المناسب والمتوازن.