أربعة دروس من عملية «الجرف الصامد» - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 3:03 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أربعة دروس من عملية «الجرف الصامد»

نشر فى : الجمعة 26 سبتمبر 2014 - 7:35 ص | آخر تحديث : الجمعة 26 سبتمبر 2014 - 7:35 ص

موشيه أرينز

حان الوقت لتحليل عملية «الجرف الصامد» واستخلاص الدروس المطلوبة، لأنه يبدو أن الجولة المقبلة ليست بعيدة. مما لا شك فيه أن «حماس» لم تنهزم ولا تنوى نزع سلاحها، وستملأ من جديد مخازن الصواريخ فى انتظار إطلاقها فى اللحظة المناسبة. وعلينا ألا ننسى أن هناك نحو 100 ألف صاروخ لدى تنظيم إرهابى آخر هو حزب الله، موجهة نحو إسرائيل. فما هو الدرس الذى يمكن استخلاصه؟

الدرس الأول هو عدم إمكانية ردع الإرهابيين، لا إرهاب الأفراد، ولا إرهاب القاعدة، أو داعش وجبهة النصرة وحزب الله و«حماس»، لأن أفق مخططات هذه التنظيمات يمتد مئات السنوات، ولا يمكن تغيير قناعاتهم، وضربة واحدة لا يمكن أن تردعهم عن القيام بأعمال إرهابية جديدة لأنهم مقتنعون بالانتصار النهائى. لقد كان يتعين على إسرائيل أن تدرك ذلك بعد عملية «الرصاص المصهور» و«عمود سحاب»، فهاتان العمليتان لم تردعا «حماس».

عن العودة إلى إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد سنتين. هناك من يرغب فى أن يصدق أن الضربة القوية التى لحقت بحزب الله بعد حرب لبنان الثانية هى التى تمنعه من التحرّش بإسرائيل من جديد. لكن على هؤلاء أن يدركوا أن الحزب استغل الفترة الماضية لتخزين أكثر من 100 ألف من الصواريخ الدقيقة.

والبعيدة المدى، وهو مستعد لاستئناف هجماته على إسرائيل عندما يشاء أو عندما يتلقى أوامر بهذا الصدد من طهران.

الدرس الثانى هو المتعلق بالسلاح الذى استخدمه الإرهابيون. فالأنفاق التى حفرتها «حماس» تعرض للخطر المستوطنات القريبة من القطاع، لكن يجب ألا ننسى أن الصواريخ الموجهة نحو أهداف إسرائيلية أكثر خطرا بكثير. فالأنفاق تشكل خطرا محليا، فى حين أن الهجوم الصاروخى المتواصل يمكن أن يعطل.

وتيرة الحياة فى البلد حتى لو نجحت «القبة الحديدية» بتكلفة باهظة جدا، فى اعتراض أغلبية الصواريخ.

بناء على ذلك، يجب أن يكون فى طليعة جدول أولويات أى عملية عسكرية القضاء على خطر الصواريخ. وهذا أهم من اكتشاف الأنفاق التى هناك وسائل لمعالجتها من دون دخول قوات برية، وقد كان من المفترض توفير هذه الوسائل قبل وقت طويل ويجب أن نفعل ذلك الآن. لكن يجب أن يكون الهدف الأول هو القضاء على خطر الصواريخ.

الدرس الثالث هو المتعلق بجبهتى الإرهاب. ينبغى على إسرائيل التى تواجه خطر «حماس» فى الجنوب وخطر حزب الله فى الشمال، العمل على منع معركة على جبهتين فى وقت واحد، ومعالجة كل خطر على حدة. يغرق حزب الله حاليا فى الحرب فى سوريا ولذلك واضح من يجب أن نهاجم أولا.

الدرس الرابع والأخير الذى يجب أن نستخلصه من عملية الجرف الصامد هو ضرورة أن تكون حروب إسرائيل قصيرة، فنحن لسنا قادرين على خوض حروب طويلة. وكلما طال أمد الحرب وارتفع عدد الخسائر لدى الطرفين، ضاق العالم ذرعا بمشهد الحرب التى تبدو كأنها لا تؤدى إلى أى مكان. لذا ما يجب فعله يجب أن نقوم به بسرعة.

التعليقات