بمناسبة بدء الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتى واكبت احتفالها بذكرى تأسيسها الأسبوع الماضى. وهى منظمة مرموقة ولها هيبتها والمؤسسات الغير سياسية التابعة لها تعمل عملا كبيرا وعظيما مثل منظمة الفاو واليونسكو وغيرها ولكن فى صميم الأعمال السياسية كثيرا ما تفشل فى حل أى نزاع وبرز ذلك من خلال كلمات الاحتفال التى ألقيت عن بعد عبر الفيديو كونفرانس التى تناولت عددا من القضايا المهمة فى مقدمتها ضرورة عمل الأمم المتحدة فى القرن الحادى والعشرين على مزيد من التعاون الدولى فى وجه التحديات العالمية، وذلك وسط انقسامات وصراعات بين القوى العظمى كما قال جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة: «لدينا اليوم وفرة فى التحديات متعددة الأطراف وعجز فى الحلول متعددة الأطراف». ولكن أبرز ما حملته الكلمات «المقتضية» فى الاحتفال ما تضمنته كلمة مصر عن ضرورة تكاتف المجتمع الدولى للتصدى لظاهرة ندرة المياه والأمن الغذائى وكذلك ضرورة توافر الضمانات لاستغلال المصادر المائية العابرة للحدود وفق قواعد القانون الدولى ذات الصلة و الابتعاد عن الإجراءات من جانب واحد التى قد تؤثر على مصادر الحياة للبلاد والمجتمعات التى تعتمد على الأنهار والموارد المائية الدولية. ودعت مصر فى كلمتها إلى تصدى المنظمة الدولية لكل الدول التى توظف الإرهاب لتحقيق أهداف خاصة ولمحاولات تفكيك الدول الوطنية. كما أشارت كلمة مصر إلى قضية مهمة وهى قضية الأمن «السيبرانى» عبر وسائل وقراصنة الاتصالات والمعلومات وضرورة صياغة قواعد فعالة لضمانة، بالإضافة إلى صيانة الهياكل المؤسسية والتنظيمية لمؤسسات لحفظ السلم والأمن الدوليين.
ورغم الكلمات الجميلة والحلوة أتساءل عن جدوى وجود الأمم المتحدة ومجلس الأمن غير أنه منصة للكلمات وعرض كل دولة لسياستها، ولكن بعد 75 سنة كم من الصراعات والحروب لم تنجح الأمم المتحدة فى حلها وأولها الصراع العربى ــ الإسرائيلى الذى وجد حلولا خارج المنظمة، مثل معاهدة كامب ديفيد وغيرها والمنظمة العالمية فى تكوينها ودستورها منظمة تناصر الدول القوية على الدول الأقل غنى وناهيك عن الدول الفقيرة. فحق «الفيتو» هو ميزة لتلك الدول القوية وتمييز ضد الدول الأقل حظا وباسم الفيتو كثير من القرارات كانت غير منصفة أو عادلة، لأنها لا تتوافق مع مصالح تلك الدول القوية المسمى الخمس الكبار، كأن بقية الدول «صغارا» رغم أنها تمتاز بحضارتها وتاريخها أكثر بكثير من بعض تلك «الدول الكبار»، صحيح أنه فى الآونة الأخيرة تم بعض التجديد إلا أنى أدعو الأمم المتحدة لإصلاح جدى وجذرى لتكون منظمة تطبق الديمقراطية والعدالة والحق وليست منظمة تميز بين الشعوب وتخلق آليات حقيقية لحل الأزمات بل تستبق الحلول قبل أن تتحول هذه الأزمات إلى معارك وحروب لا يدفع ثمنها إلا الأبرياء.