عمرو الوكيل هو المهندس الشاب الذى سار واحدا من أصدقائى دون أن ألتقى به شخصيا قط. هو صديق عبر التليفون والإيميل والفيس بوك. هو مشغول برسالته للماجستير وعمله فى الجامعة، لكننى أثقلت عليه (ضمن آخرين) بأن طلبت منه أن يتابع عمودى اليومى وأن يساعدنى فى تقييم التجربة، فشجعنى قائلا: «ولا أخفى إعجابى الشديد بتجربة المقال اليومى التى تعتبر فى مجملها تجربة أكثر من رائعة رغم الإنهاك الذى أشعر أنه يصيبك من جراء هذه العملية.
ولكنه لم يؤثر على قوة وعمق المقال الأسبوعى. كما أن التواصل مع القراء وارتفاع مستوى النقاش والتحاور بين المعلقين على المقالات مفيد؛ وأكثر ما يسعدنى هو التفات مجموعة ليست بالقليلة من الشباب من شريحتى العمرية إلى مقالاتك وإحساسهم بالبساطة والوضوح فى عرض أفكارك دون الإخلال بعمق التناول لتلك الموضوعات». ولكن لعمرو مطالب بشأن قضيتين:
الأولى: هى فكرة بنك الأفكار التى كنت كتبت عنها من قبل، يقول عمرو «أود منك بشدة أخذ الموضوع بصورة جدية وإكسابها طابعا شعبيا وجماهيريا لتحدث ثورة من الحراك الفكرى بين شريحة من المتعلمين والمثقفين».
ويرى أن هذه الفكرة يمكن أن تساهم فى علاج القضية الثانية التى تؤرقه وهى ظهور شريحة كبيرة من الشباب الذين أطلق عليهم اسم «المثقف المتقوقع الذى لا يكاد يعرف أفراد أسرته حتى إنه مثقف أصلا.. فجزء كبير من الأسباب التى أدت لظهور هذه الشريحة هو عدم حث الكتاب وقادة الفكر والرأى لقرائهم على ضرورة الظهور بين الناس وإيجاد شعبية والمحافظة على صورة المثقف الناجح التى اندثرت.
وأرجو منك أيضا توجيه نظر العديد من الكتاب والمفكرين لإظهار واقتراح وسائل عملية لأفكارهم حتى لا نشعر أن تلك المقالات والكتب والأفكار نوع من الاستعراض الفكرى.» يقتبس عمرو من كتاب «مجتمع جديد أو الكارثة» للدكتور زكى نجيب محمود: «ليس الفكر ترفا يلهو به أصحابه كما يلهو بالكلمات المتقاطعة رجل أراد أن يقتل وقت فراغه، بل إن الفكر مرتبط بالمشكلات التى يحياها الناس حياة يكتنفها العناء، فيريدون لها حلا حتى تصفو لهم المشارب، وبمقدار ما نجد الفكرة على صلة عضوية وثيقة بإحدى تلك المشكلات، نقول إنها فكرة بالمعنى الصحيح». ردى على رسالة عمرو والعديد من الشباب الذين طالبوا بتفعيل فكرة بنك الأفكار سيكون فى المقال الأسبوعى، غدا السبت، إن شاء الله.