ما بعد الوباء.. فترة تبدو حلما صعب المنال - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:40 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما بعد الوباء.. فترة تبدو حلما صعب المنال

نشر فى : الأحد 26 ديسمبر 2021 - 8:10 م | آخر تحديث : الأحد 26 ديسمبر 2021 - 8:10 م
نشرت مجلة ذى أتلانتك مقالا لإيان بوجوست أظهر فيه يأسه وإحباطه من إمكانية أن ينتهى الوباء وتعود الحياة إلى طبيعتها... نعرض منه ما يلى:
صرخ ابنى البالغ من العمر 7 سنوات بأن يومه «كان رائعا»؛ حيث ذهب إلى الملعب وزار متحف التاريخ، أو بالأخص محل الهدايا، واستوديو فنون الأطفال. قبل عامين، هذه الزيارات كانت شيئا طبيعيا، ولم تكن حتى لتذكر. ولكن معاييرنا اختلفت الآن. طفلى فاته الكثير، وتوقف عن أن يكون طفلا صغيرا، هو فقط طفل فى المظهر والطموح. بعد تطعيمه بالكامل نهاية نوفمبر، ظهر متحور جديد، أوميكرون.
ماذا كان من المفترض أن نفعل من قبل؟ نرتدى الأقنعة، هذا ما سمعناه فى ربيع 2020. نمتنع عن السفر، سمعنا ذلك فى الشتاء. نجرى تحليلات، هذا ما سمعناه فى الربيع. ننتظر اللقاحات حتى تصبح آمنة للأطفال، سمعنا ذلك فى الخريف. الآن، إنه الشتاء مرة أخرى، واللقاحات موجودة، العام القادم لا يبشر بالخير، يبدو أنه سيكون تكرارا لما سبق.
هذه الكارثة كانت متوقعة، وعلم الجميع أن مع عدم تطعيم العالم سيتحور الفيروس، ويمكن أن يختبئ أيضًا فى الحياة البرية ويعاود الظهور، وربما يرجع أقوى وأكثر خطورة. هذا ما أثبته متحور دلتا، ومع ذلك لم يتغير أى شىء، وقد وصل أوميكرون، ويبدو أن الأمور تزداد سوءا، ومن السهل التنبؤ بأن الأمور ستبقى على ما هى عليها.
فى هذه اللحظة يجب علىّ الاعتراف بأننى محظوظ. لم يكن لدى الجميع فرصة العمل من المنزل وتعليم أطفالهم. لطالما كان كبار السن والعاملون الفقراء وأصحاب البشرة غير البيضاء أكثر عرضة للوفاة من فيروس كورونا مقارنة بى وبعائلتى. عانى العالم النامى وما زال يعانى. الأطقم الصحية مات منها الكثير، ووصلت إلى نقطة الانهيار منذ فترة طويلة. الوباء مثل المحيط، وما زلنا نبحر فيه، اعتقدنا أنه إذا تمكنا من اجتياز الأسابيع أو الأشهر الأولى، وإذا توصلنا إلى اللقاح، سنصل إلى اليابسة، ولكن اليابسة لم تأت أبدا.
فترة الأعياد تزيد من حجم المأساة. هذا الوقت من المفترض أن يكون وقتا للبهجة والدفء والبرد. حتى لو كان القليل فقط هو من اضطر إلى تغيير خططه فى عطلة هذا الشهر، ولكننا فى الأخير فكرنا جميعا فى هذا الأمر. هناك رعب عاطفى جديد، ويأمل الكثير من أن تكون الزيارات العائلية أو بين الأصدقاء خالية من التوتر هذا العام، مقارنة بالعام الماضى... اتخذنا احتياطات، وأحيانًا بالغنا، واعتقدنا أننا نتصرف من أجل الصالح العام. ولكن لم يكن ذلك كافيا، فنصف العالم لم يأخذ اللقاحات بعد.
فى الجامعة، مكان عملى، بدأت الحياة تعود من جديد. بدأ بعض الطلاب فى إحضار الماء أو القهوة إلى الفصل مرة أخرى، وقاموا بخفض أقنعتهم بحرص شديد لأخذ رشفة ثم أخرى. فى مثل هذه اللحظات، أنظر نظرات خاطفة إلى وجوههم، بأكملها، وأجد نفسى وسط غرباء أعرفهم. قد يؤدى معرفة شكل ذقن الطالب إلى فتح عالم من الألغاز. ما الشىء الآخر الذى أفتقده؟ ما الذى لم أكن أعرف أننى سأفتقده، لأن السيطرة على الوباء لن تتحقق أبدا. تراكمت الخسائر، وليس لدينا وقت للحزن عليها.
كان فيروس كورونا ذات يوم «جديدًا»، الآن نشعر أنه قديم وأبدى. بعد ظهور سلالتين يدور فى رأسى سؤال واحد، ماذا لو لم ينته الوباء؟ أخبرنى العلماء أن الوباء لن يختفى أبدا، لكن سنتمكن فى النهاية من السيطرة عليه. هذا يبدو جيدا، لكن عاما مر أثبتنا فيه أننا لا يمكننا التحكم فى الوباء، مع العلم بأن أدوات التحكم فى متناول يد الجميع... بعدما عشنا خلال العامين الماضيين على الأرض، يجب التساؤل ما إذا كانت ستستمر ظروفنا الحالية إلى ما لا نهاية. يعلم الجميع أن الماضى قد انتهى، ولكن أشعر بأن المستقبل يضيع. آمل ألا يكون الأمر كذلك، لكن لا يمكننى التخلص من هذا الشعور.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى

التعليقات