ترامب يستبدل الكلام المتبجح بالدبلوماسية الحذرة فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 3:05 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ترامب يستبدل الكلام المتبجح بالدبلوماسية الحذرة فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى

نشر فى : الجمعة 27 يناير 2017 - 10:45 ص | آخر تحديث : الجمعة 27 يناير 2017 - 10:45 ص

بعد ساعة من التقرير اليومى أمام المراسلين فى البيت الأبيض ــ الذى جرى 24 يناير، وبعد أن اتضح أن الرئيس لن يأتى، سألت إحدى الصحفيات عن موقف إدارة ترامب حيال قرار الحكومة الإسرائيلية الدفع قدما بتخطيط وبناء نحو 2500 وحدة سكنية فى المستوطنات. وبخلاف الأوهام التى أطلقها المستوطنون فى الأسابيع الأخيرة، فإن الناطق باسم البيت الأبيض «شون سبايسر» لم يثن على إعلان البناء فى المستوطنات، ولم يدنه. والأهم من ذلك كله أن السؤال أزعجه، فقال: «قريبا سيكون هناك لقاء بين الرئيس «ترامب« ورئيس الحكومة نتنياهو وهو سيبحث معه القضية».

بعد مرور أيام قليلة على دخول ترامب إلى البيت الأبيض، يبرز بوضوح الانطباع بأن القضية الإسرائيلية ــ الفلسطينية يعتبرها الرئيس ورجاله من بين القضايا الأكثر حساسية المطروحة على الطاولة. ففى التقريرين اللذين عرضهما «سبايسر» فى البيت الأبيض منذ تنصيب ترامب، تم سؤاله 6 مرات عن قضايا تتعلق بعملية السلام الإسرائيلية ــ الفلسطينية. وفى كل تلك المرات أعطى الناطق باسم البيت الأبيض إجابات مختصرة وبذل كل ما فى وسعه للانتقال إلى الموضوع التالى. وتحول الكلام المتبجح فى الحملة الانتخابية عن نقل السفارة إلى القدس أو عن دعم البناء فى المستوطنات إلى تصريحات حذرة ودبلوماسية.

برز التطرق المدروس إلى الموضوع الإسرائيلى ــ الفلسطينى كثيرا فى جلسات الاستماع التى جرت مع وزير الخارجية الجديد «ريكس تيلرسون»، ومع وزير الدفاع الجديد «جيمس ماتيس»، والسفيرة المقبلة فى الأمم المتحدة «نيكى هالى». وبخلاف الرسائل التى سمعناها خلال الحملة، لم يتحدث أحد منهم كما يتحدث مقترعو حزب البيت اليهودى وحتى الليكود. فقد قال «ماتيس» إن السياسة التى يعرفها هى أن تل أبيب عاصمة إسرائيل، بينما اكتفى «تيلرسون» بموقف ضعيف قائلا إن قرار الأمم المتحدة 2334 غير مفيد، بينما تبنت «هالى» حل الدولتين وأشارت إلى أنها تؤيد سياسة الحزبين (الديمقراطى والجمهورى) التى تعود إلى سنوات طويلة والتى تعارض البناء فى المستوطنات.

هذا لا يعنى أنه لم يحدث تغيير فى البيت الأبيض فيما يتعلق بالمستوطنات وبالموضوع الإسرائيلى ــ الفلسطينى. مع أوباما، فإن قرار بناء 2500 وحدة سكنية فى المستوطنات، لو تجرأ نتنياهو على اتخاذه، لكان أدى إلى إدانات علنية حادة جدا وربما إلى أكثر من ذلك. فى عهد ترامب لا يعتقد البيت الأبيض أن المستوطنات غير قانونية ويفضل درس الموضوع عبر القنوات الخاصة. ومما لا شك فيه أن هامش المناورة المتاح لـنتنياهو فى واشنطن بشأن الموضوع الفلسطينى قد توسع، لكنه لا يزال بعيدا عما كان يحلم به أعضاء لوبى المستوطنين فى القدس. وكنقطة انطلاق، ليس من التأكيد أن أحلام الضم أحلام عملية. على الأقل ليس فى هذه المرحلة.

فى ديوان رئيس الحكومة رفضوا بالأمس الرد على السؤال ما إذا كان نتنياهو أبلغ ترامب مسبقا قرار الموافقة على مثل هذا البناء الكثيف فى المستوطنات. وقبل يوم فقط من هذا، شدد نتنياهو فى جلسة لكتلة الليكود أمام أعضاء الكنيست على أن أى غلطة فى التصرف مع إدارة ترامب الجديدة يمكن أن تتسبب لإسرائيل بضرر سياسى. كما تحدث عن علاقة الثقة التى يحظى بها مع ترامب وحذر مما وصفه «بمواقف مرتجلة» يمكن أن تحرف شبكة العلاقات هذه نحو اتجاهات سلبية.

لقد وضع ترامب عملية السلام فى مكان عال جدا فى سلم الأولويات بخلاف ما يعتقد الناس. وليس من قبيل المصادفة تعيينه صهره صاحب النفوذ الكبير جيرارد كوشنر ومستشاره الأقرب جيمس غرينبليت لمعالجة الموضوع. بعد أقل من أسبوعين، عندما يصل نتنياهو إلى البيت الأبيض سينتظر ترامب أن يسمع منه كيف وماذا ينوى فعله للمساعدة فى إغلاق ما يسميه «أم كل الصفقات»، من أجل إنهاء ما يعتبره «الحرب التى لا تنتهى» بين إسرائيل والفلسطينيين.

باراك رابيد - محلل سياسى
هاآرتس - نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات