انسوا أمريكا - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 3:36 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انسوا أمريكا

نشر فى : الأحد 27 مارس 2016 - 10:40 م | آخر تحديث : الأحد 27 مارس 2016 - 10:40 م
المعسكر المعتدل فى إسرائيل الذى يصرخ مطالبا بالتوصل إلى حل مع الفلسطينيين يستطيع ان ينسى أمريكا، فالعون لأنصار السلام فى إسرائيل لن يأتى منها. بعد الاستعراض المثير للخجل للمرشحين للرئاسة الأمريكية أمام مؤتمر الإيباك هذا الأسبوع، والذى لم يكن سوى استعراض تملق للحكومة الإسرائيلية، يمكننا القول بمعقولية كبيرة إن أيا من المرشحين لن يفعل شيئا إذا انتخب من أجل التقدم نحو سلام عادل فى الشرق الأوسط. صحيح أن ما جرى مجرد كلام أمام منظمة يهودية يمينية، لكن لا يمكن تجاهل لجهة الكلام الذى قيل فى المؤتمر وخصوصا مضمونه.

لقد اعتلى المرشحون المنبر واحدا تلو الآخر، باستثناء بارنى ساندرز، وتنافسوا فيما بينهم على إطلاق الوعود المبالغ فيها والإطراءات السمجة لإسرائيل من خلال التجاهل المطلق للوقائع. وهيلاى كلينتون تطرقت حتى إلى ذكر جولدا مائير، التى هى من المسئولين الأساسيين عن غياب السلام، كنموذج ومثال. أما دونالد ترامب فقد ذهب أبعد من ذلك: قال إن المجتمع الفلسطينى يقدس قتلة اليهود، ووعد بفرض فيتو تلقائى على أى محاولة من جانب المجتمع الدولى للتوصل إلى تسوية من خلال الأمم المتحدة، وكأن اليمين الإسرائيلى ينطق من خلاله، وكأن بنيامين نتنياهو هو الذى كتب خطابه.

سيبقى يهود الولايات المتحدة محشورون بين كونهم رمزا للدفاع عن حقوق الإنسان، وبين دعمهم لإدارة أمريكية ودولة يهودية تمنحان شرعية غير مشروطة لاستمرار الاحتلال. لكن ما قيل يجب أن يثير فى إسرائيل قلقا أشد خطورة. فأربع سنوات أخرى، وربما ثمانى سنوات، لرئيس فى البيت الأبيض، تستطيع خلالها إسرائيل أن تفعل ما تشاء فى المناطق [المحتلة]، هى أخبار سيئة. ورئيس أمريكى آخر لا يبذل جهدا حقيقيا من أجل انهاء الاحتلال ــ وهكذا كان تقريبا كل الرؤساء حتى الآن ــ سيكون بمثابة كارثة.

لقد تُركت إسرائيل فى مواجهة مصيرها. ففى غياب رئيس أمريكى يقوم بما هو مطلوب منه بوصفه رئيس أعظم قوة فى العالم، ستضطر هى إلى التحرك وحدها. وهذا ما فعلته عندما صنعت السلام مع مصر، وفى اتفاقات أوسلو.

لكن فى السنوات الأخيرة يوجد رئيس حكومة رافض باستمرار للسلام، ومقتنع بأن الوضع الراهن يمكن أن يستمر إلى الأبد، وهو لا يرى الأضرار المصيرية التى يتسبب بها لإسرائيل، والتى تتزايد وتتراكم بسرعة مرعبة. إنه وضع مثير لليأس الشديد. وهو يتطلب بديلا حقيقيا فى إسرائيل.


افتتاحية هاآرتس

نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات