تزويد الأسد بمنظومة الـSــ300 رسالة إلى الولايات المتحدة وعلى إسرائيل الاستعداد بما يتلاءم - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:47 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تزويد الأسد بمنظومة الـSــ300 رسالة إلى الولايات المتحدة وعلى إسرائيل الاستعداد بما يتلاءم

نشر فى : الجمعة 27 أبريل 2018 - 8:55 م | آخر تحديث : الجمعة 27 أبريل 2018 - 8:55 م

تواصل منظومة الدفاع الجوية Sــ300 تقديم خدمة مزدوجة إلى روسيا: أولا، كأداة عسكرية للدفاع عن الأرصدة العسكرية الروسية فى سوريا. وثانيا، كأداة فعالة جدا فى الحرب النفسية التى تدفع قدما بالمصالح الروسية الأوسع. طوال عقد تقريبا، خلال المفاوضات بشأن الاتفاق النووى، هددت روسيا بأنها ستزود إيران بهذه المنظومة المتطورة، التى تصعب مهاجمة المواقع النووية الإيرانية. وفى النهاية زُودت طهران بالمنظومة، بعد توقيع الاتفاق النووى فى سنة 2015. حاليا، يسرب الروس معلومات بشأن نيتهم نقل منظومة مشابهة إلى الجيش السورى، وفى الأيام الأخيرة انتقل الروس إلى الحديث علنا عن ذلك.

عمليا، تم فعلا نشر منظومة Sــ300 فى شمالى غرب سوريا، ومنظومة Sــ400 الأكثر تطورا، وحدث ذلك فى إثر إرسال طائرات من سلاح الجو الروسى إلى مطار حميميم، قبل عامين ونصف العام، ويتولى تشغيلها قوات من الجيش الروسى. ويتعلق التهديد الحالى هذه المرة باحتمال تزويد جيش الرئيس السورى بشار الأسد مباشرة بمنظومة إضافية. ويبدو أن الرسالة موجهة، قبل كل شىء، إلى الولايات المتحدة، وليس إلى إسرائيل. وهى تهدف، بعد الهجوم الانتقامى الأمريكى ضد النظام (بعد استخدام الأخير السلاح الكيميائى ضد المدنيين)، إلى إرسال رسالة مفادها أن روسيا هى التى تقرر ما يحدث حاليا فى سوريا، وأن موسكو تتوقع من الرئيس ترامب الالتزام بتصريحاته العلنية وسحب العدد القليل من الجنود الأمريكيين الذين لا يزالون فى أراضٍ سورية.

الجدول الزمنى لتنفيذ التهديد ليس واضحا. أولا، ليس معروفا ما الذى تنوى روسيا القيام به إذا التزم ترامب بكلامه. ثانيا، بما أن المقصود هو منظومة معقدة نسبيا، فإن تدريب طواقم سورية على استخدامها سيتطلب وقتا طويلا. ومع ذلك، بالنسبة إلى إسرائيل، هذه طبعا ليست أخبارا جيدة. صحيح أن سلاح الجو، بحسب تقارير أجنبية، تدرب على مواجهة منظومات روسية مضادة للطيران بيعت لقبرص (وموجودة اليوم لدى اليونان). ويمكن التقدير أيضا أن إسرائيل تملك أساليب ووسائل تسمح لها بالتحليق عند الضرورة على الرغم من وجود هذه المنظومات.
لكن السؤال الأساسى هو ما هى درجة الخطر التى يفرضها وجود هذه المنظومات فى سوريا على سلاح الجو كل يوم، إذا أخذنا فى الاعتبار التقارير التى تتحدث عن هجمات إسرائيلية متكررة هناك؟ بالتأكيد، يشكل هذا تحديا يتطلب استعدادا مختلفا، خاصة وأن سوريا تلمح منذ فترة، كما فى إسقاط طائرة إفــ16 فى الحادثة التى وقعت فى فبراير، أن أيام ضبطها النفس فى مواجهة القصف الإسرائيلى قد انتهت.
سيناريو عملية انتقامية إيرانية لا يزال قائما

فى هذه الأثناء، على الرغم من التهديدات الإيرانية المتواصلة والتصريحات التى لا تنتهى (وجزء منها لا ضرورة له) من الجانب الإسرائيلى، لم يحدث حتى الآن رد إيرانى على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل على قاعدة Tــ4 فى سوريا فى بداية هذا الشهر. ومع ذلك، تستمر حالة التأهب العالية فى المؤسسة الأمنية، انطلاقا من الافتراض أن الإيرانيين لن يتخلوا عن الفكرة.
بحسب تقدير الاستخبارات فإن طهران ستبحث عن رد يوضح أنها لن تتغاضى عن مقتل 7 عناصر من الحرس الثورى فى الهجوم على القاعدة، لكنها لن تنجر إلى مواجهة عسكرية مباشرة وكثيفة مع إسرائيل، تصل إليها وهى فى وضع غير مريح. حاليا، لا يزال الانتشار الإيرانى فى سوريا مقلصا ومكشوفا نسبيا أمام ضربة إسرائيلية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن شركاء إيران فى المحور المؤيد لمعسكر الأسد، النظام السورى نفسه، وروسيا، وحزب الله، ليسوا متحمسين إزاء احتمال فتح مواجهة تعرض بقاء النظام [السورى] للخطر.

فى الخلفية هناك أيضا عوامل كابحة إضافية. حزب الله مشغول بالانتخابات النيابية اللبنانية فى 6 مايو، ولا يريد أن يظهر حاليا كألعوبة فى يد إيران. لهذا أوضح قادة الحزب أن الحساب المفتوح هو شأن بين إيران وإسرائيل. ومن وجهة النظر الإيرانية، فإن هجوما انتقاميا مع اقتراب موعد القرار الأمريكى المحتمل بالخروج من الاتفاق النووى، فى 12 مايو، سيدعم حجج ترامب من أجل الخروج من الاتفاق.

ومع ذلك، وعلى الرغم من كل هذه الحجج المقنعة، يبدو أن طهران لم تقتنع بصدقية التحليل الإسرائيلى أنه من الأفضل لها ألا ترد. إن استمرار التطورات مرتبط، طبعا، بقوة الرد الإيرانى إذا قامت بعملية. إسرائيل سترد بطريقة معينة على صواريخ تسقط فى أراضٍ مفتوحة، وبصورة مختلفة على هجوم ضد سفاراتها فى الخارج (وهذه عملية إذا لم تكن معدة سابقا، وتتطلب استعدادا إيرانيا طويلا نسبيا).

بحسب الكثير من التقارير الأجنبية والإسرائيلية، يبدو أن القدس مشغولة حاليا بشدة بنقل مجموعة من الرسائل الرادعة لإيران. لكن على الرغم من دعوة مندوبين إسرائيليين وإيرانيين هذا الأسبوع بصورة منفصلة إلى سوتشى فى روسيا، ثمة شك أيضا فى أن موسكو تستطيع أن تؤدى دور الوسيط الحقيقى بين الطرفين. ومن دون هذه الوساطة ومن دون تسوية معقولة ببن المصالح المتعارضة، تمركز إيرانى فى سوريا فى مقابل إصرار إسرائيلى علنى على إحباطه بشتى الوسائل، فإن سيناريو عملية انتقامية إيرانية يظل قائما.

عاموس هرئيل
هاآرتس

التعليقات