الشرق الأوسط ــ لندن خلافات عدة متوقعة فى مؤتمر تغير المناخ بجلاسكو - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 1:03 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشرق الأوسط ــ لندن خلافات عدة متوقعة فى مؤتمر تغير المناخ بجلاسكو

نشر فى : الأربعاء 27 أكتوبر 2021 - 8:00 م | آخر تحديث : الأربعاء 27 أكتوبر 2021 - 8:00 م


نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مقالا للكاتب وليد خدورى، تناول فيه أبرز الخلافات التى سيشهدها مؤتمر تغير المناخ (كوب ــ 26) الذى سينعقد الشهر المقبل.. جاء فيه ما يلى.
نظرا لأهمية الأمور التى سيناقشها مؤتمر تغيير المناخ (كوب ــ 26) الذى سيعقد فى جلاسكو بإسكتلندا خلال شهر نوفمبر المقبل تحت رعاية الأمم المتحدة، بحضور ملوك ورؤساء الدول، يتوقع بروز عدة مواضيع مثيرة للجدل. وهذا أمر غير مستغرب فى ضوء أهمية الأمور التى ستتم مناقشتها، والمصالح الضخمة للدول المعنية.
وأثار ألوك شارما، رئيس مؤتمر «كوب ــ 26» وزير الدولة لشئون المؤتمر عضو مجلس العموم ومجلس الوزراء البريطانى، أحد هذه الخلافات فى آخر خطاب ألقاه فى باريس قبل انعقاد المؤتمر؛ حيث قال إنه سيدعم فى جلاسكو موقفا مفاده أنه يجب على جميع الدول تخفيض الانبعاثات خلال هذا العقد لإيقاف زيادة درجة حرارة الأرض، مقابل معدلها قبل العصر الصناعى، إلى 1.50 درجة مئوية أو أقل.
واعترض بشدة على خطاب شارما فى باريس الرئيس الفرنسى لمؤتمر «كوب ــ 25» رئيس الوزراء السابق لوران فابيوس الذى كان حاضرا فى المحاضرة. ونقلا عن دورية «بوليتكو»، ناقض السياسى الفرنسى تفسير شرما لاتفاقية «كوب ــ 25»، مشيرا إلى أن «(اتفاقية باريس) تؤكد إمكانية زيادة معدل الانحباس الحرارى العالمى إلى ما هو أقل بكثير عن 2 درجة مئوية حرارية، فى مقابل ما قبل العصر الصناعى، ومحاولة الحد من زيادة درجة الحرارة إلى 1.50 درجة مئوية، قياسا بمعدل ما قبل العصر الصناعى».
وتضيف دورية «بوليتكو» أن الاتحاد الأوروبى يدعم وجهة نظر شرما حول الهدف المبتغى من «كوب ــ 26»، وهو «المحافظة على 1.50 درجة»، كما تدعمه الدول المتأثرة سلبيا بارتفاع الانحباس الحرارى. أما الدول المعارضة ذات الانبعاثات العالية، مثل الصين، فتعارض «اتفاقية باريس» على محورية «1.50 درجة مئوية». وتضيف «بوليتكو» أن «نجاح أو إخفاق (كوب ــ 26) سيعتمد على هذا الأمر»، وكذلك مدى نجاح «اتفاقية باريس» نفسها.
وصرح شارما، بعد كلمته فى باريس، إلى «بوليتكو» بأن «(اتفاقية باريس) واضحة جدا»، وأن الدفع بزيادة الانحباس الحرارى 1.50 درجة مئوية «هو أساس اتفاق جلاسكو».
ومن جانبه، صرح فابيوس إلى «بوليتكو» بأن «هدف 1.50 درجة مئوية كان أمرا طموحا، وأن (اتفاقية باريس) سيتم العمل بها إذا لم يتم تحقيق هذا الهدف». وأضاف لدورية «بوليتكو» أنه «منذ (اتفاقية باريس)، وضح كثير من العلماء أن 1.50 درجة مئوية هو الحد الأقصى.. لكن لنضع هذا الأمر جانبا الآن. يجب أن نضع فى الحسبان أن الأمر الأهم هو اتخاذ خطوات عملية، وأن تنفذ الدول ما تعهدت به».
وبالفعل، فإن تفسير ما تعهدت به الدول سيشكل محورا مهما فى محادثات جلاسكو. فالدول الفقيرة القليلة الانبعاثات ستطالب الدول ذات الانبعاثات العالية بالالتزام بـ 1.50 درجة مئوية. وستسأل إيطاليا زعماء دول مجموعة العشرين تأييدها فى ذلك فى أثناء اجتماع قمة الدول العشرين فى روما خلال نهاية شهر أكتوبر الحالى، قبيل انعقاد «كوب ــ 26».
وأضاف شارما، فى تصريحه لدورية «بوليتكو»، أن مداولات المؤتمر يجب أن تعكس «مصداقية» لما ستنفذه الدول للتغيير المناخى؛ بمعنى تحقيق ما تلتزم به الدول، ودراسة كيف يمكن تحقيق خطوات أكثر فاعلية. كما يضيف شرما أنه من دون تنفيذ التزامات الحكومات خلال هذا العقد، فإن درجة الحرارة سترتفع 2.7 درجة مئوية بنهاية هذا العقد.
ويشكل معدل ارتفاع درجة الحرارة خلال هذا العقد إحدى نقاط الخلاف المهمة فى المؤتمر. وتكمن أهمية هذا الخلاف فى كونه يشكل تباينا فى تفسير «اتفاق باريس» لعام 2015 الذى أصبح يشكل القاعدة الأساسية لسياسات تغيير المناخ.
لكن هناك خلافات أيضا حول مدى تنفيذ التعهدات التى التزمت بها الدول. ويكمن أحد التباينات هنا فى اختلاف المعايير أو تفسيرها حتى الآن، وهى التى تعد ضرورية للسير قدما بالتغيير المناخى على أسس واضحة. والمثال على ذلك هو ما يتعلق بتسعير ثانى أكسيد الكربون الذى سيتم شفطه وتخزينه، ومن ثم استعماله.
كذلك فإن هناك مسألة الطاقات المستدامة النظيفة (من دون الانبعاثات). فهل هى محصورة بالطاقة الشمسية والرياح؟ وماذا عن الوقود الهيدروكربونى النظيف (الخالى من الانبعاثات)؟ وماذا عن الطاقة النووية؟
هناك وجهات نظر متعددة بخصوص تحديد الطاقات النظيفة. والسؤال الأساسى هنا: هل تفى طاقة الرياح والطاقة الشمسية بالطلب العالمى على الطاقة كله؟ والجواب ــ كما أخذ يتضح بعد الجائحة ــ أن هناك طلبا متزايدا على النفط والغاز. وهناك، من جهة أخرى، النقاش حول إمكانية استعمال الطاقة النووية (النظيفة الخالية من الانبعاثات أيضا).
ويكمن التحدى فى وجود حركات ناشطة فى الدول الصناعية تحاول الحد من استعمال الطاقات النظيفة المتمثلة بالرياح والطاقة الشمسية، دون الوضع فى الحسبان ما هو لازم ضرورى لتوفير طاقات نظيفة وافية لدول العالم جمعاء، ناهيك من احتياطات الثروات الطبيعية الضخمة والمصانع والمنشآت والبنى التحتية المتوافرة عند كثير من الدول النفطية والغازية التى يمكن أن تنتج ــ وقد بدأ بعضها فعلا إنتاج ــ الطاقة النظيفة. والأمر نفسه ينطبق على إنتاج الطاقة النووية النظيفة، كما تخطط فرنسا لذلك مستقبلا.

التعليقات