قد يبدو التعبيران التيل الكيماوى (chemo Brain) أو الضباب الكيماوى (chemo fog) تعبيرين عصيين على الفهم، يتوقف عند قراءتهما الإنسان ليتساءل عن المعنى وراءهما. الواقع أنهما مترادفان لوصف حالة يعانى منها مريض السرطان إذا ما قدرت له النجاة من براثنه ليبدأ العلاج بالأشعة العميقة والعلاج الكيماوى. إلى جانب التداعيات العضوية مثل الاجهاد وآلام العضلات والغثيان وغيرها من مضاعفات العلاج الكيماوى. يعانى المريض من حالة من الإجهاد الذهنى ومتاعب الذاكرة واختلاط الأمور وتراجع القدرات المعرفية الأمر الذى قد يصل إلى الهذيان فى الحالات التى تطول معها فترات العلاج وتتزايد جرعاته. كان من الملاحظ دائما أن تراجع وظائف المخ المختلفة تبدو بوضوح أكثر لدى المرأة خاصة إثر حالات استئصال الثديين عند الإصابة بالأنواع الشرسة من سرطان الثدى.
هذا الأسبوع وخلال الاجتماع السنوى للجمعية الأمريكية للأمراض السرطانية تم استعراض نتائج دراسة علمية مهمة تناقش أثر الرياضة البدنية على تلك التداعيات القاسية التى يعانى منها المريض الذى يتبع بروتوكولات العلاج الكيماوى.
فى شجاعة أثارت إعجاب الأطباء الحضور تقدمت Jody Holmes السيدة التى هاجمها سرطان الثدى وهى فى الثانية والأربعين من عمرها، الأمر الذى معه اضطرت لاستئصال ثدييها والخضوع للعلاج الكيماوى. كانت هولمز تعمل كمهندسة متفوقة للمشروعات فى إحدى الشركات العملاقة وقد عادت للعمل بعد ستة أشهر من العملية.
«كنت أشعر أننى مختلفة عن نفسى التى عرفتها من قبل. تراجعت قدراتى على التفكير والتنفيذ وعانيت من متاعب الذاكرة قصيرة المدى وسقطت من ذاكرتى أسماء كثيرة وغابت ملامح عديدة» انضمت هولمز لسبع عشرة سيدة أخرى تمر بذات الظروف التى كانت تعانيها لتخضع لبرنامج رياضى مكثف يشمل رياضات الأبروبكس والتوازن والسباحة لأربعة وعشرين شهرا متتالية. كن جميعا يخضعن لتقييمات بدنية وذهنية مستمرة. كان من المدهش أن جميعهن قد تحسن بصورة ملحوظة حتى إنها أضافت فى نهاية حديثها تعليقا صادما «كان زملائى الذين اشفقوا علىّ فى البداية يتضاحكون وهم يهتفون: إذن لقد عدت بالفعل من رحلتك».
الدراسة سجلت تحسن حالة المشتركات وعزته إلى تحسن تدفق الدم إلى المخ وإفراز المخ للموصلات الكيماوية المختلفة. أما الجديد فى تلك الدراسة فهو تسجيل ظواهر فى المخ تشير إلى تحسن وظائف الذاكرة والمعارف الإدراكية.
يسجل العلم دائما ظواهر ايجابية للرياضة البدنية، الأمر الذى يؤكد اهميتها ويدعو إلى ممارستها فى كل مراحل العمر فى الصحة والمرض وفقا لإمكانات الإنسان وظروف حياته. إنها المفتاح السحرى لصحة الإنسان الجسدية والذهنية حتى فى أيام صوم رمضان فلابد لك عزيزى القارئ أن تمارسها بعد الإفطار بساعتين مع الحرص على الارتواء بالماء.