السيجارة الإلكترونية - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 2:50 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السيجارة الإلكترونية

نشر فى : الجمعة 28 يونيو 2019 - 9:25 م | آخر تحديث : الجمعة 28 يونيو 2019 - 9:25 م

هذا الأسبوع أثار انتباهى خبر من الولايات المتحدة الأمريكية، تشير إلى أن سان فرانسيسكو قد حظرت استخدام السيجارة الإلكترونية والتى كانت تستخدم فى بريطانيا كحل بديل للسيجارة العادية فى مرحلة انتقالية للتوقف تماما عن التدخين. الواقع أن العديد من المدخنين الذين ينوون التوقف عن التدخين ولا يستطيعون فإنهم يداومون على السيجارة الإلكترونية يقينا بأنها البديل الآمن لسيجارة النيكوتين. لفت نظرى أيضا فى آخر رحلة بالطائرة أن تعليمات السلامة كانت تضم خطر التدخين واستعمال السيجارة الالكترونية. فما هى حقيقة الأمر حول السيجارة الإلكترونية والتى أراها الآن بين أصابع العديد من زملاء المهنة الأطباء؟! الواقع أن السيجارة الالكترونية تعمل بتسخين غاز خليط يدخله النيكوتين مع بروبولين جليكول وجلسرين وبعض الإضافات العطرية. حينما يستنشق المدخن ذلك النجار المتصاعد نتيجة تسخين الخليط المستخدم فإنه يستنشق أيضا النيكوتين لكن النيكوتين فى حد ذاته لا يسبب السرطان فى مقابل المكونات الأخرى التى تحتويها السيجارة العادية ومنها القار وغاز أول أكسيد الكربون السام. لذا وفر العلم كثيرا من بدائل للسيجارة العادية باستخدام النيكوتين مثل اللبان والملصقات المتعددة، ومازالت أيضا مستخدمة إلى الآن وإن كانت العودة للتدخين أمرا شائعا بعد استخدامها، أما العقاقير التى تستخدم للدعم فى وقف التدخين فلا تخرج عن كونها مضادات للاكتئاب وعلاج المزاج المعتل، بل ومنها ما يعد من أعراض الجانبية الميول الانتحارية!

رغم أن ما قد يحسب للسيجارة الإلكترونية من خصائص أقل خطورة من السيجارة العادية فإنها حتى الآن محل شك وقيد بحث العلم فى محاولة لاكتشاف تداعيات استعمالها.

ففى بريطانيا التى أيدتها كوسيلة داعمة للجهود المبذولة لحث المدخنين على التوقف فقد صدرت فيها حديثا نتائج بحث علمى تؤكد أن النجار المتصاعد من السيجارة الإلكترونية يؤدى إلى تغييرات فى الخلايا المناعية للرئة.

آمنت دائما فى عملى أن التدخين هو الأمر الوحيد الذى أطلب مريضى أن يتوقف عنه بلا رجعة ودون تراجع. كانت طريقتى التى لا أحيد عنها هو أن كل شىء بلا استثناء ومسموح بقدر حتى الملح لمريض الضغط وهبوط القلب فقناعتى أن تصدير قائمة ممنوعات للمريض أمر يضعف من همته ومناعته، وأن الحرمان لأى مريض أمرّ على النفس من المرض نفسه وتداعياته.

أضم صوتى الآن لمن يطالب اليوم بحظر استعمال الأدوية والسجائر الإلكترونية، لوقف التدخين. طريق واحد وطريقة لا تخيب أبدا: هى البحث عن مفتاح فى شخصية المدخن لاستنفار إرادته ليقلع عن التدخين مقابل إرادته سواء فورا أو على مراحل لسحب النيكوتين من الدم. احتفظ بتذكارات غالية من أنواع مختلفة من ماركات عالية ومحلية لعلب السجائر يمنحها لى عن رضا مدخن ساعدته على التوقف عن استنشاق التراب يملأ به رئات نظيفة منحها الله له لتنقى الدم الذى تحمله الشرايين إلى كل أعضائه وأولها المخ. أغلى تلك التذكارات علبة «كنت» ما زال بها ثلاث سجائر وكان المدخن زوجى الذى أقنعته بالإقلاع عن التدخين بعد أربعة أشهر من خطبتنا.. وحتى الآن الحمد لله.

التعليقات