كيد النسا - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 6:02 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيد النسا

نشر فى : الأحد 29 مارس 2009 - 8:31 م | آخر تحديث : الإثنين 30 مارس 2009 - 2:08 م

    تعرف الأحياء الشعبية هذا المشهد الدال..

 تطل المرأة من بلكونتها صباح الجمعة كاشفة عن شعرها المبلل، تلقى التحية على لا أحد، ثم تقذف بعدها بصفيحة من ماء الاستحمام فى الشارع أو على غسيل جارتها النكدية، التى تعايرها بعدم الخلفة أواعوجاج المناخير أوامتلاء الخصر.

ماء «الصباحية» هذا يبرهن على عشق زوجها لها، وإن لم تكن جارتها تصدق، فعليها أن تراقبها والمياه تتساقط من شعرها المرسل على كتفيها العاريتين، أوأن تتحسس غسيلها الذى كانت تستعد لانتشاله من على الحبال، وقد اتسخ بفعل ماء الحموم.

فى حالات أخرى، ترى امرأة سيدة أخرى أكثر منها جمالا، وقد أدارت بجمالها أعناق الرجال، فتنبهها إلى أن حاجبها الأيسر أثقل قليلا من الأيمن، أو أنها صارت أسمن من ذى قبل، فإذا ردت الأخرى بأنها على العكس تتبع رجيما أنقص وزنها عدة كيلو جرامات قالت لها على الفور: «علشان كده وشك خاسس».
فى حالات أكثر عدائية، تسلط المرأة «المنكادة» لسانها على منافستها، وتلصق بها كل نقيصة، وتختلق حكايات وافتراءات لا ظل لها من حقيقة، ولا تهدأ حتى تصرعها تماما دون أن يرف لها جفن.
نسوة أخريات يتجنبن من هن أكثر جمالا وأخف روحا فلا يصاحبهن، ولايلقين لهن بالاً إذا التقين بهن فى أى مناسبة.

بمنطق من هذا النوع تعاملت الصحف المصرية ــ حكومية ومعارضة ومستقلة ــ مع السبق الصحفى العالمى، الذى انفردت به «الشروق» صباح الثلاثاء الماضى حول الغارات الأمريكية على السودان.
بعض الصحف اختارت أن تكفى على الخبر ماجور.. لا حس ولا خبر.

صحف أخرى سارعت بالتشكيك فى السبق وكذبت الموضوع جملة وتفصيلا، وحين بدا لها صدقنا، لم تكلف نفسها عناء الاعتذار.

فئة ثالثة نشرت متابعات الصحافة ووكالات الأنباء الأجنبية دون إشارة إلى مصدر الخبر الرئيسى، الذى نقل عنه الآخرون.

بعض زملائى علق على الموضوع ناعيا حقوق الزمالة والمعايير المهنية، وتندروا على سذاجتنا حين توقعنا أن يشد على أيادينا الزملاء، مهنئين بانفراد صحيفتنا الوليدة بهذا السبق العالمى، خصوصا أن صدور جريدة جديدة، يعنى نافذة جديدة للخير والعدل والحرية، هكذا نردد نحن ــ الصحفيين ــ دائما.
لكن ما جرى سار فى اتجاه عكسى تماما.

أعتذر بشدة عن المنطق الذكورى للعبارة التالية..

لكن فعلا..

كيد النسا لا يليق بالرجال.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات