الطماطم.. أم الانتخابات؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 9:58 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الطماطم.. أم الانتخابات؟

نشر فى : الجمعة 29 أكتوبر 2010 - 9:42 ص | آخر تحديث : الجمعة 29 أكتوبر 2010 - 9:42 ص

 ما هى العلاقة بين الطماطم والانتخابات فى مصر؟!. البعض قد يجيبك بأن الأولى كانت مجنونة وغير موجودة حتى أيام قليلة مضت، والثانية موجودة لكنها أكثر جنانا.. وقد يجيبك البعض الآخر بأن الاثنتين لا تنتميان إلى عالم الواقع، لكن شخصا ثالثا يبدو حكيما أجاب ردا على هذا السؤال: وإيه الخيار؟!.

السؤال بجدية: هل هناك علاقة فعلية بين الاثنتين؟!، أو بعبارة أخرى هل يمكن أن نخير المواطن أو نسأله هل تفضل الطماطم أم الانتخابات؟!.

تقديرى الشخصى المتواضع انه لا توجد علاقة، والسؤال بهذه الطريقة قد يقود إلى تكريس مفهوم لا نريده وهو أن نجعل الناس تكفر بكل ما يمت للانتخابات بصلة، إذا كان هناك أصلا أى إيمان للمواطنين، بما يسمى الديمقراطية.

من الممكن أن نخير المواطن بين الطماطم والصلصة أو بين الخيار و«القتة» أو بين البطاطس والبامية، أو بين الانتخابات والتعيين أو بين الاشتراكية والرأسمالية، أو الأهلى والزمالك، لكن بين الطماطم والانتخابات فالمسألة تبدو صعبة على الفهم وغريبة وملتبسة.

كنت واحدا من كثيرين انتقدوا أداء الأحزاب المصرية خصوصا المعارضة لأنها لا تعارض بجد، لكن من المهم الادراك أن الهدف من هذا الانتقاد هو أن تستيقظ هذه الأحزاب لتمارس دورها ووظيفتها فى كشف مسالب الحكومة والاستعداد لتولى السلطة إذا استطاعت.

وهنا إذا حدث ذلك ولو بعد عمر طويل أن نشهد ربما تداولا للسلطة.ليس الهدف من انتقاد المعارضة هو هدمها. هناك فارق كبير عندما ننتقد المعارضة لأنها لا تمارس وظيفتها وبين أن نهيل التراب على مفهوم الأحزاب وفكرة التعددية.

لو وقعنا فى هذا الخطأ أو الخطيئة فلن يستفيد من ذلك إلا دعاة الحزب الواحد الذى ــ فى الغالب ــ يكون حاكما، ثم وذلك هو الأخطر القوى المتطرفة خصوصا الظلامية.

من مصلحة أى عاقل مهموم بفكرة المواطنة وتكريس الحرية والديمقراطية ألا يساهم فى تكفير الناس بالاحزاب، عليه أن ينتقد الاحزاب كما يشاء لكن من زاوية تحسين اداتها وليس هدمها.

عندما ننتقد الوفد أو الناصرى أو التجمع أو الجبهة أو أى حزب، فالهدف أن تمارس هذه الأحزاب دورها المعلن، لا ان ترتمى فى أحضان الحزب الحاكم من أجل مقعد هنا أو منصب هناك.

بعض وسائل الإعلام وبحسن نية لا تدرك انها تقدم افضل خدمة مجانية للقوى الظلامية عندما تجعل المواطنين ييأسون من فكرة الاحزاب وتداول السلطة وبالتالى يجعلون الأرض محروقة ومهيأة أمام المتطرفين.

عندما تكون هناك احزاب معارضة حقيقية ستكون هناك انتخابات فعلية ونزيهة وشفافة، وإذا حدث ذلك فسوف نجد برلمانا يمثل الشعب فعلا، وبالتالى حكومته منتخبة تعبر عن آمال وطموحات ومصالح الناس. وإذا تحقق مثل هذا الحلم فلن تختفى الطماطم بل ستصبح عاقلة جدا.

وقتها يمكننا القول إن هناك علاقة فعلية بين الطماطم والانتخابات.. لكن ومن دون كل ذلك.. فالمسألة كلها ستظل عبارة عن «سلطة» يصعب فصل مكوناتها.!

عماد الدين حسين  كاتب صحفي