تعودت أن أراجع ما كتبت حديثا قبل أن أشرع فى كتابة مقالى الأسبوعى «صباح الصحة والسعادة» فربما كان هناك ما يمكننى أن أستكمله أو ربما كان من الأفضل أن أكتب فى موضوع جديد، تمنيت دائما أن أكتب ما يسعد القارئ ويدور فى فلك صحته، تمنيت بالفعل دائما أن تكون تلك الصفحة نافذة يطل منها القارئ على عالم قد لا يتيسر له أن يطل عليه بصفة منتظمة ربما لضيق الوقت أو تراجع الإمكانيات. استعرضت تتابع مقالاتى، أتفقد فيها قدرا من البهجة.. فخاب أملى، يبدو أن همومى قد تغلبت على اهتماماتى وأن مشاكل الصحة الضاربة بجذورها فى الأرض قد استولت على كل اهتمامى؛ لذا جاءت معظم مقالاتى عن صعوبات العمل فى مجال الصحة وقضايا الساعة وكلها بالفعل ثقيلة الوطأة على النفس عصية على الفهم.
قررت أن أكتب هذا الصباح عن نتائج دراسة طالعتها هذا الأسبوع وأنا فى مونتريال ـ كندا.. جاءت تلك الدراسة نتيجة لتعاون علمى مشترك بين كندا وإسبانيا ونشرتها أكثر الصحف الكندية شهرة وأوسعها انتشارا: جلوبال آند ميل Golobal & mail.
تتحدث تلك الدراسة عن أثر المكسرات على صحة الإنسان وكيف أن حفنة منها قد تحميه من أمراض القلب إذا حرص عليها يوميا.
الدراسة بالفعل وإن كانت علمية جادة إلا أنها لا تخلو من طرافة تجعلنى أشارك القارئ سعادة ومعلومة بالفعل مفيدة هذا الصباح.
فائدة المكسرات لقلب الإنسان بالفعل معروفة لكنها تذكر دائما مع تحذير بعدم الإفراط إذ إنها مصدر مهم للسعرات الحرارية الأمر الذى معه قد يزيد وزن الإنسان دون أن يلحظ ذلك وعلى سبيل المثال نصف كوب من حبات الفول السودانى تمنح الإنسان ٤٤٤ سعرا حراريا. جاءت تلك الدراسة لتصحح مفاهيم كثيرة عن المكسرات.
الدراسة جمعت نتائج ست دراسات موسعة سابقة وثمانى وستين تجربة كلها تدور حول علاقة تناول المكسرات وأثرها على القلب ثم أثرها على زيادة الوزن ودهون الجسم، شملت الدراسة أثر كل أنواع المكسرات بلا استثناء. الغريب أن النتائج كلها جاءت فى صف المكسرات لتثبت أن تناولها لا يزيد الوزن ولا يزيد محيط الخصر الأمر الذى يعنى زيادة الدهون حول الخصر.
تشير النتائج عند تحليلها إلى أن المكسرات مصدر مهم للألياف والبروتينات وأنها تمنح شعورا بالامتلاء أكثر من أى طعام يأكله الإنسان كفاتح للشهية أو قبل الطعام مثل المقرمشات، كما أن عملية هضم المكسرات بداية من الفم تحفز إفراز هرمونات الشهية، إلى جانب ذلك فالأمعاء لا تمتص كل الدهون التى تحتويها المكسرات بل تخرج مع عملية الإخراج فلا يستفيد الجسم بالفعل من تلك السعرات الحرارية التى تشرح الدراسة أننا نبالغ فى حسابها بنسبة ١٦ ـ ٢٥٪ وفقا لنوع المكسرات.
تناول حفنة «ملء اليد الواحدة» من المكسرات له أثر بالفعل داعم لعمل القلب بل ويحمى من مرض السكر وحدوث السكتة الدماغية بل ويحسن عمل هرمون الأنسولين ويخفض نسبة الكوليسترول الردىء ويساعد على هبوط أرقام الضغط.
شرحت الدراسة أيضا الكمية اللازمة يوميا للحصول على تلك الفوائد الجمة ورشحت بعضا من الأنواع لتأتى على رأس القائمة من المعروف أن الحمية الغذائية المعروفة dash والتى تتبع لخفض الضغط المرتفع ونسبة الكوليسترول الردىء وتشابه طعام أهل البحر المتوسط تحتوى على المكسرات يوميا ٢٨ ــ ٤٢ جراما يوميا وهو ما يعادل بالفعل ما يملأ اليد الواحدة.
توفر المكسرات الدهون غير المشبعة، الكالسيوم، الماغنسيوم، البوتاسيوم فيتامين B أيضا فيتامين E إلى جانب مضادات الأكسدة والالتهاب، كل المكسرات لها هذا الأثر مثل اللوز والبندق وعين الجمل قد تغيب بعض تلك العناصر عن الماكدين والبندق البرازيلى إلا أنهما يتميزان بمصادر عالية لعنصر السيلنيوم النادر.
بجانب تلك الحفنة عظيمة القيمة يوميا يمكن استخدام المكسرات فى إضافات كثيرة للطعام: مع أنواع الأرز المختلفة، إضافتها للسلطة أو السيريال أو إلى الزبادى.
قارئ الصفحة العزيز أرجو أن أكون قد حققت بتعليقى على تلك الدراسة الهدف الذى قصدته، المكسرات ليست للتسلية فقط بل أيضا لسلامة النفس والجسد.