نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية مقالا للكاتب وليد خدورى، عرض فيه أبرز المعلومات التى وردت فى كتاب الإعلامى النفطى الدكتور، إبراهيم المهنا بعنوان «قادة النفط: نظرة من الداخل إلى أربعة عقود من سياسة المملكة العربية السعودية والأوبك لسياسة الطاقة الكونية»؛ مؤكدا على دور الكتاب فى إعلام القارئ المطلع بالتطورات النفطية والجيوسياسية المترتبة عليها... نعرض من المقال ما يلى.
نشر الإعلامى النفطى الدكتور إبراهيم المهنا كتابا يبحث فى كيفية اتخاذ القرارات فى منظمة «أوبك» وسياسة الطاقة السعودية خلال العقود الأربعة الماضية.
ركز المؤلف على أداء كبار المسئولين فى الأزمات النفطية والجيو ــ سياسية الحرجة منذ النصف الثانى من الثمانينيات، منها: الحرب العراقية ــ الإيرانية، وانهيار أسعار النفط، وغزو العراق للكويت فى صيف 1990، والحصار الاقتصادى على العراق طوال عقد التسعينيات، ودور بروز صناعة النفط الصخرى فى الولايات المتحدة وانعكاسه على تدهور الأسعار، واتفاقية تصفير الانبعاثات لعام 2015، وتأسيس تحالف «أوبك بلس» من 23 دولة منتجة فى عام 2016 والتى سبقها اتفاق نفطى استراتيجى بين السعودية وروسيا.
صدر الكتاب باللغة الانجليزية عن واحد من أهم مراكز أبحاث الطاقة فى الولايات المتحدة، وهو مركز دراسات سياسات الطاقة العالمية فى جامعة كولومبيا، ودار نشر جامعة كولومبيا فى نيويورك، بعنوان: «رواية من الداخل لأربعة عقود من سياسات الطاقة العالمية للسعودية و(أوبك)».
وانطلق المؤلف فى كتابه من قاعدتين أساسيتين، أهمية المحافظة على استقرار أسواق النفط بتوازن العرض والطلب، واعتدال الأسعار للمحافظة على حصة النفط فى سلة الطاقة العالمية.
وبدأت الدول المنتجة تنفيذ هاتين القاعدتين منذ أوائل عقد السبعينيات للقرن العشرين من خلال محاور عدة: مبادرة منظمة «أوبك» فى تغيير أساسيات الصناعة النفطية العالمية وبدء تسلم زمام الأمور (السياسات الإنتاجية والتسويق) من هيمنة الشركات النفطية العالمية، ودراسة الأرقام والمعلومات المتوافرة لدى الدول المنتجة من شركاتهم النفطية الوطنية ذات العلاقة اليومية المباشرة مع الأسواق العالمية، ومعلومات وسائل الإعلام النفطية المتخصصة التى هى على صلة مستمرة مع الأسواق العالمية، والاجتماعات الوزارية لمنظمة «أوبك» واللجان المسئولة فى المنظمة، ثم توسع دائرة الاهتمامات من خلال جهود منظمة «أوبك» وتعاونها مع مجموعة «أوبك بلس».
اختار الدكتور المهنا أمثلة للتطورات فى بعض هذه المحاور، من خلال شرح نتائج مخاطر زيادة الإنتاج لبعض الدول عن الحصص المقررة من قبل «أوبك»، ومن خلال اطلاعه الشخصى على بعض المحادثات الرسمية بحكم منصبه السابق فى وزارة النفط، وبعضويته فى الوفد السعودى فى مؤتمرات «أوبك» الوزارية منذ منتصف الثمانينيات وحتى أخيرا.
بحث الكاتب بإسهاب فى مواقف الوزراء ورؤساء شركات النفط الوطنية خلال الأزمات النفطية. فشمل فى دراسته التجارب مع جميع وزراء النفط السعوديين الذين خدم معهم فى الوزارة منذ منتصف الثمانينيات، بالإضافة إلى دور زعماء الدول فى التوصل إلى قرارات نفطية حاسمة والتوصل إلى حلول للأزمات السعرية النفطية التى تدهورت فى بعض الأحيان إلى 10 دولارات للبرميل والآثار الاقتصادية السلبية على الدول المنتجة، ناهيك عن الانعكاسات الجيو ــ سياسية لبعض السياسات النفطية، مثل المفاوضات الدقيقة والصعبة لاستقرار الأسعار، كما الحروب والنزاعات السياسية المترتبة على بعض القرارات النفطية.
يهدف الكتاب إلى تزويد القارئ المطلع بشكل عام على الخلفية الدقيقة للتطورات النفطية والجيو ــ سياسية المترتبة عليها. كما يزود الكتاب المراقبين للصناعة النفطية بدقائق مسيرة اتخاذ القرارات النفطية من خلال البحث فى أداء وأدوار الوزراء وكبار المسئولين النفطيين للحصول على نظرة شمولية.
النص الأصلى