ثلاثة أسعار للمواطن المصرى - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 6:03 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثلاثة أسعار للمواطن المصرى

نشر فى : الثلاثاء 29 ديسمبر 2009 - 9:56 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 29 ديسمبر 2009 - 9:56 ص

 مرة أخرى هل لدينا وزارة خارجية؟ وإذا كان لدينا خارجية، هل هى موجودة وفعالة أم أنها خارج نطاق الخدمة؟

مناسبة السؤال أن 14 مواطنا مصريا قتلوا بالرصاص وسالت دماؤهم على الحدود المصرية الليبية دون أن تتعطف علينا وزارة الخارجية ببيان أو توضيح لما جرى، وكأن هؤلاء الذين أريقت دماؤهم مجموعة من فئران الصحراء لا اعتبار لهم ولا ثمن، ولا يستحقون أن يخرج علينا مسئول فى الخارجية أو غيرها ليقول لنا هل قتل هؤلاء برصاص مصرى أم ليبى؟ وهل جرى ذبحهم داخل الأراضى المصرية أم أنهم عبروا إلى ليبيا وقتلوا هناك؟

المتوافر من الأخبار حتى الآن أن 14 مصريا من بين 31 كانوا فى طريقهم متسللين إلى ليبيا بحثا عن عمل، قتلوا على الحدود برصاص قوات الأمن فيما نجح آخرون فى الهرب إلى جوف الصحراء.

صحيح أنهم متسللون ومهاجرون غير شرعيين ومخالفون لقواعد السفر والعمل، لكن كل ذلك لا يبرر إطلاقا أن يكون التعامل معهم بالرصاص الحى وكأنهم مغتصبون للتراب الوطنى أو جواسيس لدولة معتدية.

غير أن الأكثر إيلاما هو أن أحدا من كل الأطراف المعنية بالأمر لم يكلف نفسه ويعلن للرأى العام قصة هؤلاء وملابسات مقتلهم ومن المسئول؟.

وقارن معى بين ما جرى مع مواطنين مصريين حاولوا دخول أراضى ليبيا الشقيقة، وما يجرى مع المتسللين الأفارقة الذن يحاولون عبور الأراضى المصرية إلى إسرائيل، حيث لم نسمع يوما أن الأمن المصرى فتح النار عشوائيا على مهاجرين غير شرعيين من الأفارقة، ولم يحدث أن استقبلتهم القوات الإسرائيلية بالرصاص الحى.

كما لم نسمع مثلا أن قوات الأمن الإيطالية قتلت المهاجرين المصريين غير الشرعيين إليها عندما نجحوا فى الوصول عبر قوارب متهالكة إلى الموانئ الإيطالية.

ما حدث ببساطة يؤكد أن المواطن المصرى له أكثر من سعر، فهو كائن لا يساوى ثمن طلقة رصاص فى بلده مصر وشقيقاتها العربيات، بينما هو فى دول أخرى غير عربية بنى آدم له كامل حقوقه كإنسان يعامل باحترام حتى حين توقع عليه عقوبة السجن أو الإبعاد.

إن قتل مواطنين مصريين على الحدود اللبيبة جريمة، لكن الجريمة الأكبر هى حالة الصمت التى تخيم على الجميع وكأن المقتولين قطيع من الجمال السائبة فى صحراء عربية.

وائل قنديل كاتب صحفي