أمام إسرائيل اختياران لا ثالث لهما.. إما نكبة ثانية أو دولة ديمقراطية واحدة - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 3:27 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمام إسرائيل اختياران لا ثالث لهما.. إما نكبة ثانية أو دولة ديمقراطية واحدة

نشر فى : الثلاثاء 30 مايو 2023 - 8:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 30 مايو 2023 - 8:25 م
نشرت صحيفة هآرتس مقالا للكاتب جدعون ليفى، يؤكد فيه أنه بنجاح نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، فى إجهاض أى احتمال لتحقيق «حل الدولتين» تجد إسرائيل نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما نكبة ثانية أو إقامة دولة ديمقراطية لشعبين. وأوضح الكاتب أن الفصل العنصرى ما هو إلا حل مؤقت لتعزيز سلطات الاحتلال أكثر... نعرض من المقال ما يلى.
يؤكد كاتب المقال أن إزاحة «حل الدولتين» عن طاولة المفاوضات ستكون من أعظم الإنجازات التى يحق لبنيامين نتنياهو التفاخر بها. وأضف إلى ذلك، نجاح نتنياهو فى سنوات ولايته السابقة فى إقصاء القضية الفلسطينية بأكملها من جدول الأعمال.
وأضاف الكاتب أنه لم يعد أحد فى إسرائيل أو خارجها مهتما بهذا الحل، على الأقل فى الوقت الحالى. كما أن أحزاب اليمين المتطرفة ترى أن إحباط أى محاولة لتحقيق «حل الدولتين» يعد إنجازا هائلا.
طبقا لما سبق ذكره آنفا، يترك نتنياهو لنا حلين فقط على المدى الطويل لا ثالث لهما: نكبة ثانية، أو دولة ديمقراطية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط. أى حل آخر غير مستدام، هو وهم مثل جميع الحلول السابقة، يهدف إلى كسب المزيد من الوقت لترسيخ الاحتلال. وأوضح الكاتب أن هذا لا يعنى أن هناك الكثير لترسيخه.. إن الاحتلال عميق وقوى ولا رجعة فيه. ولكن إذا كان بإمكانك تعزيزه أكثر، فلما لا؟ إن إزالة القضية من جدول الأعمال سيعلن رسميا عن وفاة حل الدولتين، بعد عقود من وفاته على أرض الواقع.
واستطرد الكاتب القول أن نتنياهو كان يرغب فى إسكات أى حديث عن حل الدولتين، ونجح بالفعل فى بذلك. لا عجب فى إدراك الجانبين (الفلسطينى والإسرائيلى) جيدا أنه لم يُقدم اقتراح حل جاد وشامل منذ أن احتل المستوطنون الأوائل فندق بارك فى الخليل فى عام 1968. على أى حال، لا توجد أى نية جادة لإقامة دولتين قوميتين حقيقيتين، ولكن هناك نية مخطط لها لإقامة قوة عظمى إقليمية يهودية ودولة فلسطينية تابعة لها. وعلى الرغم من عدم توافر قاعدة بيانات تشير إلى إمكانية تغير الحقيقة المتمثلة فى أنه لن يتم إنشاء دولة فلسطينية حقيقية هنا، لكن يجب علينا احترام الأشخاص الذين ما زالوا يقاتلون من أجل دولتين فى توقعاتهم ومخططاتهم وجداولهم وخرائطهم.
بقتل هذا الحل، ترك لنا نتنياهو حلين ممكنين فقط. الغالبية العظمى من الإسرائيليين، بمن فيهم نتنياهو نفسه، يعتمدون على إدامة الفصل العنصرى إلى الأبد. ظاهريا، يبدو أن هذا هو السيناريو الأكثر منطقية الآن. لكن القوة المتزايدة لليمين الإسرائيلى المتطرف، وروح المقاومة بين الفلسطينيين، التى لم تتبدد بالكامل، لن تسمح باستمرار ذلك إلى الأبد.
يشير الكاتب إلى أن الفصل العنصرى هو حل مؤقت، وربما يكون حلا طويل الأجل، إذ ظل ساريا لأكثر من 50 عاما وقد يستمر لمدة 50 عاما أخرى، لكن نهايته ستأتى. إذن كيف ستسير الأمور؟ لا يوجد سوى سيناريوهين محتملين. واحد يفضله اليمين المتطرف. فإذا وصلت الأمور إلى ذروتها وواجهت إسرائيل خيار إقامة دولة ديمقراطية واحدة لشعبين، أو طردا جماعيا للفلسطينيين من أجل الحفاظ على وجود دولة يهودية، فسيكون الخيار واضحا لكل يهودى إسرائيلى تقريبا، بالطبع الخيار الثانى هو الأفضل لهم.
يؤكد كاتب المقال أنه من الجيد أن «حل الدولتين» غير مطروح الآن على جدول أعمال الحكومة، لأن الانشغال به يتسبب فقط فى الضرر. هو فقط حل جاهز على الرف سنعتمده عندما يحين الوقت. هكذا يرضى العالم نفسه، وكذلك مخيمات اليسار والوسط فى إسرائيل، بينما تجاهل مئات الآلاف من المستوطنين المتطرفين أصحاب السلطة السياسية الأمر بعد أن انقلبوا على هذا الحل منذ وقت طويل. وأضاف الكاتب أنه كان يمكن لهذا الحل أن يرى النور فى ضفة خالية من اليهود، ولكن ليس فى منطقة الكلمة العليا فيها للمستوطنين.
سيأتى اليوم، حتى لو بدا بعيدا جدا، الذى يتم فيه الاختيار ما بين النكبة الثانية.. أى طرد عرب إسرائيل، وإقامة دولة ديمقراطية واحدة برئيس وزراء فلسطينى أو وزير دفاع، وجيش مشترك، وعلمان ونشيدان ولغتان. لا يوجد حل ثالث. إذن أيهما سنختار؟

ترجمة وتحرير: وفاء هاني عمر
النص الأصلي

التعليقات