توقفت كثيرا أتامل وقائع موت حارس مرمى الفريق القومى الألمانى روبرت إنكا والذى واكب الإعصار الكروى المدمر الذى انتهى بهزيمة كل الأطراف التى ساهمت فيه على أرضنا وأرض السودان.
ألقى حارس المرمى الشهير بجسده أمام قطار سريع فلقى حتفه فى لحظات وتناثرت أشلاؤه وأظن روحه قد سبقت فمات مرتين.
عاش إنكا سنوات عديدة يقاوم تحديات عديدة فى المهنة الوحيدة التى يجيدها كرة القدم. مباريات صعبة يتأرجح بين لحظات النصر والهزيمة. لحظات رضا المشجعين ولعناتهم. أوامر المدرب الصعبة وعلاقات الزملاء المتشابكة ونبضات القلق والترقب تسرى فى شرايينه وهو ينتظر هل سيطلب إليه حراسة المرمى فى كأس العالم المقبلة أم سيضطر للتفكير فى خطة اعتزال مبكر. زادت أعباؤه النفسية حينما عاصر موت ابنته الوحيدة التى جاءت للدنيا بعيب خلقى فى قلبها، وتضاعف اكتئابه وهو يهرب منه فلا تسعفه مدخراته النفسية فيسقط فى لحظات انهيار نفسى تتكرر حينما يتخيل أن العالم من حوله سيكتشف أنه أصبح أسير الاكتئاب النفسى فتنتزع منه السلطات ابنته الثانية التى تبناها بعد موت ابنته.
ظل إنكا أسير قضبان تفصله عن العالم لا يراها أحد غيره إلى أن قرر أن يلقى قدره وكان الانتحار أهون عليه من طلب المساعدة!
سبقه إلى الانتحار لاعب الكرة الإنجليزى الشهير جوستين فاشانو أول لاعب كرة يعلن على الملأ أنه شاذ جنسيا. وجدوه يوما معلقا فى أحد جراجات لندن وفى جيبه خطاب قصير يبرر انتحاره بعد اتهامه بالاعتداء على صبى فى الخامسة عشرة بأنه لم يعد يطيق حياة الملاعب وضغوط المباريات ومعاملته على أساس عنصرى لمجرد أنه مختلف!
أما السباحة الأمريكية الأشهر ويندى ويليامز فقد اختارت طلب المساعدة حينما راودتها الرغبة فى الانتحار بعدما انتابها هوس الفوز بكل سباق تدخله ولم تعد قادرة على التوقف عن التدريب والفوز دائما ففقدت كل المساحة الخاصة بها كإنسان من حقها أن تخسر ولو مرة!
وحينما سألها طبيبها النفسى لماذا تأخرت فى طلب المعاونة. أجابت «ربما لازمنى الاكتئاب كما لازمنى التفوق. الواقع أننى لم أتخيل على وجه الإطلاق أنه يمكن أن يكون بى شىء واحد خطأ!» يا أيتها الرياضة كم من الجرائم ترتكب باسمك.