مصر الحقيقية تحتضن جمعة الشوان - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:17 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر الحقيقية تحتضن جمعة الشوان

نشر فى : الخميس 30 ديسمبر 2010 - 9:42 ص | آخر تحديث : الخميس 30 ديسمبر 2010 - 9:42 ص

 التى خذلت جمعة الشوان فى مرضه ليست مصر الحقيقية.. هى مصر أخرى مخطوفة أو تعيش غيبوبة سياسية وقيمية عنيفة.. سمها مصر البيزنس أو مصر التوريث أو مصر المنسحبة من تاريخها وجغرافيتها.

أما مصر الحقيقية فقد ظهرت منذ مساء أمس الأول، نهضت دفاعا عن قيمة جمعة الشوان واعترافا بفضله وإسهامه الوطنى النبيل، وعبرت عن نفسها بانتفاضة تعليقات على ما كتبته أمس الأول عن الذين تخلوا عن الشوان وتركوه نهبا للمرض، وحين تفضل الزملاء المحترمون النبلاء باستعراض المقال وهم ــ بترتيب الظهور ــ أحمد المسلمانى وجابر القرموطى ودينا عبدالرحمن تفاعلت قطاعات عريضة من أبناء مصر الأصلية، حيث كانت البداية باتصال كريم من الزميل أحمد المسلمانى يبلغنى فيه أن مجموعة من المثقفين والفنانين والرموز الوطنية يريدون ترتيب زيارة تضامنية إلى الشوان فى بيته وإيصال رسالة بأنه ليس وحده ولن يكون.

وحين تحدثت مع دينا عبدالرحمن فى «صباح دريم» أمس فى مأساة الشوان وطرحت دعوة لأبناء مصر من النخبة والشعب للتضامن من أجل سداد كل قرش أنفقه فى رحلة علاجه، ثم جرى اتصال به على الهواء، كانت الاستجابة أسرع وأوسع مما تصورت، حيث أعلن الزميل الإعلامى الرائع محمود سعد فى مداخلة تليفونية تحمله لجميع تكاليف العملية التى أجريت للشوان فى قلبه الموجوع والتكفل بنفقاته، وهى مبادرة إنسانية ووطنية نبيلة علقت عليها بأنه من المهم كذلك إلى جانب التكريم المادى أن يتم تسليط الضوء على قيمة الشوان كرمز وطنى محترم ونبيل فى زمن لم يعد يتحمل وجود هذه النماذج المضيئة.

ثم جاء اتصال المهندس الاستشارى المرموق الدكتور ممدوح حمزة معلنا استعداد جمعية تضم رموزا وطنية محترمة لتحمل كل النفقات.

وأعلم أن فريق عمل «صباح دريم» تلقى سيلا من الاتصالات لشخصيات معروفة ومواطنين بسطاء كلها تطلب المساهمة فى نيل شرف التكفل بعلاج الشوان وضمان حياة كريمة له، كما تلقيت شخصيا اتصالات من وزراء ومسئولين سابقين يطلبون المساهمة فى هذا العمل الوطنى وتقديم ما يمكن تقديمه للشوان.

والغريب فى الأمر أن كل رفاق وزملاء الشوان القدامى لا حس لهم ولا خبر حتى الآن، رغم أن الرجل تحدث وبالأسماء حتى فاضت دموعه ودموع دينا عبدالرحمن ودموع المشاهدين، لكن أحدا ممن يفترض ألا يتركوه وحده لاذوا بالصمت وكأن الأمر لا يعنيهم.. وكأن «الريس زكريا» أسقط من ذاكرته اسم بطل نفذ واحدة من أبرع العمليات المخابراتية البطولية التى ألقمت الموساد حجرا كبيرا وكسرت أنف أجهزة العدو الإسرائيلى.

ولا يهمك يا شوان.. مصر الحقيقية كلها معك إذا تخلت عنك «مصر الفكر الجديد».

وائل قنديل كاتب صحفي