تمنحنى رسائل أصدقاء الصفحة مشاعر فريدة من سعادة حقيقية تظل دائما محطات فيها ارتاح وأنعم بلحظات تواصل إنسانى أتمنى لو تدوم. تتميز بعض تلك الرسائل بألق ينسحب على شخصية كاتبها فتستوقفنى. كان أن وصلتنى إحدى تلك الرسائل هذا الأسبوع فأجبت أن أشير إليها اليوم. ليس فقط لأنها أسعدتنى إلى حد الزهو وليس أيضا لأنها كتبت بلغة عربية تشى بملكة أدبية يتمتع بها كاتبها لكن أيضا لأنها أتت للصفحة من طبيب له قدرة وكانت تحمل معلومة حقا مفيدة.
كتب الأستاذ الدكتور صلاح بصل استشارى الأمراض الباطنية والحميات بدمياط تحية راقية لمحتوى صفحة صحة وتغذية وتعليقا على ردى على إحدى الاستشارات الطبية. كانت إحدى الأمهات قد أرسلت تسألنى عن المرض الفيروسى الذى يعرف فى بلادنا بالجديرى المائى وهل ما زال يشكل خطرا على أطفالنا؟ كان ردى بالايجاب، لكنى أشرت أيضا إلى دور اللقاح الذى كان له الفضل فى الكثير من الوقاية. أجبت ولدى تبيين بأن اللقاح على قائمة اللقاحات الهامة التى تتيحها وزارة الصحة ككل بلاد العالم التى تنتهج مبدأ أن الوقاية خير من العلاج وتبنى برامج صحية لحماية رصيدها البشرى الممثلة فى الطفولة. لكن رسالة د. صلاح بصل جاءت لتصحح معلوماتى وتفيد أن لقاح الجديرى المائى ليس على جدول وزارة الصحة. تشير رسالته أيضا إلى انتشار حالات الجديرى المائى وأنه يقوم بفحص العديد من الحالات القاسية خاصة إذا أصابت من هم فى سن الشباب.
كان على أن أراجع جدول تطعيمات وزارة الصحة لأقارنه بجداول التطعيمات التى يتلقاها أطفال أسعد حظا فى عوالم أخرى. أمريكا وكندا والبلاد الأوروبية بل وبلاد عربية مثل السعودية والكويت وقطر كلها تتبنى برامج صحية تتيح الوقاية للأطفال من أمراض لها مضاعفاتها الخطيرة والتى قد تهدد حياة الطفل مثل الالتهاب الرئوى أو أمراض الجهاز الهضمى التى تسبب الجفاف أو التهاب الكبد الوبائى. من الواضح أن خريطة الوقاية فى مصر ناقصة المعالم غير كاملة الملامح. وأن برنامج الطب الوقائى يحتاج إلى مراجعة واعية بالتغيرات التى يعيشها العالم فى أساليب محاصرة المرض ودعم مناعة الإنسان فى مواجهة نذر الخطر التى تتزايد فى كل يوم عن سابقه. أول وأهم تلك الأساليب العلمية هو الوقاية اعتمادا على التطعيمات والتى كان لها الفضل فى انسحاب أمراض خطيرة قاتلة من عالم الإنسان إلى صحبة العنقاء والخل الوفى كما يتندر العرب حينما يتساءلون عما نذر وانقرض!
شكر واجب للزميل الفاضل.