أم كلثوم.. كيف منحت كوكب الشرق قبلة الحياة للعديد من الأصوات بعد 50 عاما من رحيلها؟ - بوابة الشروق
السبت 1 فبراير 2025 10:46 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أم كلثوم.. كيف منحت كوكب الشرق قبلة الحياة للعديد من الأصوات بعد 50 عاما من رحيلها؟

تحقيق: إيناس العيسوي
نشر في: السبت 1 فبراير 2025 - 7:44 م | آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025 - 7:47 م

هانى شنودة: ظاهرة عالمية والمطربين الجدد أعطوا استمرارية لأغانيها والرعاية الفنية إلى جانب الموهبة مهمة
راجح داوود: لا أعترف بمصطلحات مثل «عباءة أم كلثوم» من يغنون أغانيها تشبعوا بها
شادى مؤنس: آمال ماهر ومى فاروق أفضل من غنوا لها وهى بوابة لأى مطرب
أمجد مصطفى: صعب تكرار صوتها وثقافتها الفنية
صابرين النجيلى: أغانيها تشبع طاقاتنا الطربية والكارت الأخضر لنا عند الجمهور
رحاب عمر: ولو عاد بى الزمن سأختار أن تكون بدايتى مع أغانيها.. وتكرارها صعب

 

يبقى إبداع أم كلثوم ممتدًا عبر أجيال متعددة، كانت أغانيها دائما بوابة انطلاق للعديد من الأصوات تنهل من شجنها ما تشاء، وحالة شغف كبرى لإعادة أغانيها، لتلمع تلك الأصوات فى سماء الطرب. وفى الذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق «إله الوحى» كما وصفها الشاعر الكبير أحمد رامى سألت «الشروق» بعض المتخصصين الموسيقيين عن رأيهم فى الأصوات التى تُغنى لأم كلثوم، وهل اعتمادهم على الغناء لها فى بدايتهم أضاف لهم أم أخذ منهم، وهل من الممكن أن تتكرر أم كلثوم مرة أخرى.

يرى الموسيقار هانى شنودة أنه كلما غنى مطربون جدد لأغانى أم كلثوم أعطوا للأغنية حياة، وأن من الخطأ أن نُسمى أغنية مثل «الأطلال» بأغنية أم كلثوم لأنها أغنية الملحن رياض السنباطى.

وأضاف: كل شخص يعيد غناء الأغنية يعطيها جزءًا من شخصيته، فهناك فنانون أنشأوا كورال أكابيلا وغنوا «بحلم معاك» التى غنتها الفنانة نجاة، أنا مع أن «يعيدوا ويزيدوا» فى الأغانى القديمة والتراثية، الجميلة وأحيائها، لأن من ليس له ماضٍ ليس له مستقبل.

وأكد شنودة أنه مع حرية الفن وأن من حق الشباب أن تُجرّب طالما لا يُنشّزون أو لا يغيرون بشكل مخل فى الأغنية نفسها، وأغلب المطربين فى بدايتهم غنوا لآخرين، قليل جدًا من بدأو مسيرتهم الفنية بأغنية خاصة بهم، أو وجدوا من يوفر لهم ذلك، ومن وجهة نظرى أرى أن المهم هو رأى الجمهور.

وقال هانى شنودة: فكرة هل من الممكن أن نجد أم كلثوم جديدة، سؤال يجيب عليه الزمن، لأن أم كلثوم هى صناعة إلى جانب الموهبة والتى تأتى من عند الله، ولكن يجب أن يكون بجانبها الرعاية الفنية، عندما نجد صوت جيد تُغنى لأم كلثوم ولكنها ما زالت فى بدايتها، يجب أن نوفر لها مناخ الرعاية الفنية، نقيم لها حفلات ونشجعها ونجعل رجال أعمال يرعوها، إلى أن تصبح مثل أم كلثوم فنيًّا، ولكن فكرة أن نحكم على المطربات اللاتى يغنين لأم كلثوم أنهم ليسوا مثلها، محبط لهم، لأنهم بالتأكيد لن يكونوا مثلها إلا إذا توافرت العوامل التى توفرت لها، الأمر يحتاج إلى مشوار طويل ومجهود كبير، وأم كلثوم ظاهرة عالمية وسارت طريقا طويلا حتى تصبح «كوكب الشرق»، هى لم تولد هكذا؟، الموهبة والدراسة والتمرين اليومى مهم جدًا لكى نجد أم كلثوم جديدة.

فيما قال الموسيقار الدكتور راجح داوود: المطربات اللاتى يغنين لأم كلثوم لا يجدن بدائل لنفس نوع الموسيقى، ولا أعترف بمصطلحات مثل «عباءة أم كلثوم» وأن من يغنون أغانيها تشبعوا بها، ما المشكلة؟ فهى تراث ومن الطبيعى أن يغنوا لها، والموسيقى العالمية تُعزف فى جميع أنحاء العالم حتى اليوم، فهل من يعزفوها تضيف لهم أو تأخذ منهم؟، الأغانى والموسيقى فن لا يجب أن يتم حصره فى مناطق محدودة.

وعن فكرة إيجاد أم كلثوم جديدة قال داوود: أم كلثوم كانت تعيش فى مناخ ثقافى مُعيّن، عند توفير مناخ مماثل سنجد عشرات الفنانات مثل أم كلثوم وربما أفضل منها أيضًا، ولكن المناخ الثقافى نفسه لم يعد متواجدًا، الجمهور الذى كان يحضر حفلات أم كلثوم فئة كبيرة منهم كانوا من الطبقة المتوسطة فى هذا الوقت، الآن الجمهور اختلف تمامًا، ولم يعد هناك طبقة متوسطة تقريبًا، بمعنى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية متغيرة.

قال المؤلف الموسيقى شادى مؤنس: لا يوجد أحد مثل أم كلثوم، ولكن ذكرى غنت أغانى صعبة لأم كلثوم وتميزت فيها، وكذلك مى فاروق وآمال ماهر وريهام عبد الحكيم وغيرهم من الأصوات اللاتى غنوا فى الأوبرا، ولكن أم كلثوم صوت طربى كانت تتسم بمساحة صوتية كبيرة وتعلمت على يد مشايخ، أعتقد أن من الصعب أن يكتسبه أحد فى الوقت الحالى، فالتربية والثقافة السمعية مختلفة، وأم كلثوم كانت تتميز بدقة مخارج حروفها، لم يأتِ أحد حتى الآن مثلها خاصة فى هذه النقطة، من وجهة نظرى بالتأكيد هناك أصوات جميلة ولكن أم كلثوم فى منطقة خاصة وفريدة من نوعها.

وأضاف: أم كلثوم هى بوابة لأى مطرب، والصوت القادر على غناء أغانيها يجب أن يكون صوتا جيدا وعنده من التدريب والتلوين إمكانيات كبيرة، ولكن من لا يستطيع أن يخرج من عباءة أم كلثوم فهو من يحصر نفسه فى هذه المنطقة، وهى منطقة آمنة ولكن المطرب لا يكون لديه رصيد خاص به، وربما عندما يجيد المطرب هذا اللون من الغناء، يفرض عليه الجمهور أن يغنى ما استهواه، ويفضل الجمهور أن يسمعه فيما اعتاد عليه منه وتميز فيه، آمال ماهر أخذت وقتًا طويلًا حتى تخرج خروج آمن من عباءة أم كلثوم، وكذلك مى فاروق خروجها كان صعب، ولكنها بدأت فى ذلك، مع أن الجمهور ما زال يطلب منها أن تُغنى دائمًا فى حفلاتها أغانى «الست»، وهما أفضل من غنوا من وجهة نظرى لأم كلثوم، ولكن على الفنان أن يكون لديه ذكاء فنى حتى يخرج من ذلك ويصنع مشروعه الفنى الخاص.

وأكد مؤنس أن صناعة أم كلثوم جديدة ليست قائمة على قدرات الفنان فقط بقدر ما أن الزمن وشكل الموسيقى وذوق المستمع تغير، وهذا ليس معناه أنه أصبح أفضل أو أسوأ، ولكن فى النهاية تغير مقارنة بما كان، وأصبح رتم الحياة أسرع، لدينا أصوات كبيرة وجيدة، الفكرة أنها لم تكن مجرد مطربة بل كانت مشروعا به ملحنون وشعراء وعازفون، ربما إن جاءت مطربة لديها مشروع متكامل مثل أم كلثوم، قد تترك آثر مثلها، ولكن تبقى أم كلثوم حالة خاصة وفريدة جدًا.

كذلك قال الناقد الموسيقى أمجد مصطفى: سوزان عطية هى مطربة فرقة أم كلثوم كانت من أهم الأصوات التى غنت لكوكب الشرق، وهى ابنة أكاديمية الفنون وفرقة الموسيقى العربية وبالتالى عندما تم اختيارها لتغنى أعمال كوكب الشرق أم كلثوم كان الاختيار مبنى على موهبتها وعلى مستواها العلمى، وبالتالى كانت سوزان عطية هى أبرز صوت أدّى للست أم كلثوم، ويمكن تجربتها عندما بدأت تغنى لأم كلثوم ضرها بعض الشىء لأنها حتى عندما غنت أغانى خاصة بها، كانت الناس دائمًا تتحدث عنها وتراها أنها من غنت لأم كلثوم، وللأسف هذه الصفة أصبحت غالبة حتى على من غنوا بعدها لأم كلثوم مثل ريهام عبد الحكيم ومى فاروق وآمال ماهر، وهم أبرز 4 أصوات خرجوا من عباءة كوكب الشرق أم كلثوم، آمال ماهر استطاعت بنسبة كبيرة أن تخرج من هذه المنطقة ولكن بعد فترة، ولكنها فى آخر 10 سنوات استطاعت أن تخرج من عباءة أم كلثوم، مى فاروق وريهام عبد الحكيم لم يخرجوا بعد بشكل كامل، ريهام قدمت من ألحان الموسيقار عمر خيرت الأغنية الشهيرة «فيها حاجة حلوة»، ولكنها ما زالت تحتاج مزيدًا من الأعمال حتى تستطيع أن تخرج خروج آمن من عباءة أم كلثوم، ولكن إلى الآن فى حفلاتها يكون لها دور رئيسى أن تُغنى من أعمال أم كلثوم، كذلك مى فاروق كان لها تجربة من ألحان ياسر عبد الرحمن وهى «يا شمس يا منورة غيبى» كانت فى مسلسل «الليل وآخره»، هى تقريبًا التجربة الوحيدة التى لمعت فيها مى فاروق خارج ما غنته لأم كلثوم، ولكن يظل الرباعى محسوب على المدرسة الكُلثومية.

وتابع: ربما من لم يخرج بعد من الرباعى من عباءة أم كلثوم، لم يجد الملحن الذى يخرجه من هذه المنطقة ويجعلهم يذهبوا إلى منطقة أخرى، والرباعى أصوات متميزة، وصوت أم كلثوم فريد من نوعة، ولكن يظل صوتها فى منطقة منفردة محتفظ ببريقه، والدليل على ذلك أن مهما غنى لها آخرين يظل الناس يشتاقون لسماع الصوت الأصلى لأم كلثوم.

وأوضح أمجد مصطفى أن بعض من غنوا لأم كلثوم وُضِعوا فى هذه المنطقة، فعلى سبيل المثال مى فاروق وريهام عبد الحكيم عندما غنوا لها كانوا من فرق الأوبرا، وعندما سمعهم المايسترو سليم سحاب وجد أن صوتهم مناسب فى هذه المنطقة فجعلهم يغنوا أغانى كوكب الشرق، كذلك آمال ماهر أول ما ظهرت وجدوا صوتها يؤدى فى هذه المنطقة فجعلوها تستمر فيها، إلى أن استطاعت أن تخرج شيئًا فشيئًا من عباءة أم كلثوم، وهم دُفِعوا للغناء فى هذه المنطقة بحكم أنهم جميعهم نشأوا فى فرق الموسيقى العربية، والتى بها تصنيفات ففيها من يغنى لأم كلثوم وعبد الحليم ونجاة إلى آخره، فهذه التصنيفات إلى حد كبير جعلتهم يذهبوا لمنطقة كوكب الشرق أم كلثوم.

وعن فكرة وجود أم كلثوم جديدة قال: من الصعب أن تكرر أم كلثوم، لأننا إذا وجدنا صوتًا مثلها لن نجد رياض السنباطى وعبد الوهاب وبليغ حمدى، كل هذه القامات الفنية الكبيرة، وإن افترضنا أن وجدنا كل ذلك لن نجد ثقافة أم كلثوم، بداية من غناء المشايخ مرورًا بكل المراحل الفنية التى مرت بها، وكل مرة مرحلة أخذت من صوتها وأعطتها، صعب أن تجد أشخاصا فى قيمة كوكبة الملحنين والشعراء الذين عملوا مع أم كلثوم، والدليل أن لدينا أصوات جيدة كثيرة، ولكن لا أحد يشعر برحيل أم كلثوم فهى باقية مع كل الموجات الموسيقية التى تظهر والتطور الموسيقى، وما زلنا حريصين على أن نُحيى ونعيش ذكرى رحيلها الخمسين، وهذا لا يحدث مع أى صوت، ربما عبد الحليم يأتى بعدها ولكن صعب تكرار صوت أم كلثوم، وأن نجد من تعاونوا معها، والذين ساهموا فى وصولها للقمة، وهى حالة فنية إبداعية لن تتكرر.

وقالت المطربة صابرين النجيلى: الغناء لأم كلثوم مهم جدًا للمطربات، فبجانب أن إمكانياتها الصوتية والفنية كبيرة نجد ألحان أغانيها من أهم الألحان فى مصر، وأغانيها مهمة لنا لأنها تشبع طاقاتنا الطربية، واخترت أن تكون بدايتى من خلال أغانيها، والدخول فى عباءتها الكلثومية لنثبت تميزنا وقدراتنا الغنائية لأنها الكارت الأخضر للجمهور.

واستكملت: فى اعتقادى الدائم وفى مصر بالتحديد، هناك مطربات تستطيع أن تكون أم كلثوم وأن تتربع على عرش الغناء، فمصر ولادة ومليئة بإمكانيات صوتية عظيمة، ولكن الصناعة لم تكن كالسابق، فالأصوات متواجدة ولكن ليس لدينا السنباطى وأحمد رامى وعبد الوهاب وبليغ، إذا تواجد ذلك سنجد آلافا من أم كلثوم وعبد الحليم وغيرهما من الأسماء التى تُعد علامات فى الموسيقى، والدليل على ذلك أنه قبل أم كلثوم كانت هناك أصوات كثيرة رائعة ومميزة، ربما هى أذكاهم فى فكرة الاستمرار واختيار الألحان.

وقالت المطربة رحاب عمر: لم أختر أن أغنى لأم كلثوم، منذ طفولتى وأنا أسمع صوت أم كلثوم فى بيتنا، فتعودت عليها، إلى أن التحقت بكورال المايسترو سليم سحاب، وهو من وجهنى لغناء أغانى «الست»، وعندما قدمت مذهب «هذه ليلتى» مع الفرقة القومية للموسيقى العربية نالت استحسان الجمهور وكنت ما زلت فى كورال الأطفال، ثم التحقت بفرقة عبد الرحيم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشى والذى رأى أن لدى حسن أداء لتقديم أغانى أم كلثوم، وعلى الرغم من غنائى لقامات فنية أخرى، إلا أنها ستظل المنطقة الأقرب لى وللجمهور الذى يطلب منى أن أغنى أغانى كوكب الشرق، ولو عاد بى الزمن سأختار أن تكون بدايتى مع أغانيها.

وأكدت رحاب أن أغانى أم كلثوم أضافت لها الركوزات والحليات الغنائية والإحساس بالكلمة، وأن أم كلثوم مدرسة كبيرة من مدارس الغناء الشرقى المصرى.

وعن فكرة إيجاد أم كلثوم جديدة قالت: مصر ولادة، ولكن تكرار أم كلثوم استحالة، والصحافة والنقاد وصفوها فى زمانها أنها الهرم الرابع المصرى، وهى صوت مصر الأوحد، بسبب إمكانياتها الصوتية وإحساسها، إلى جانب الصحبة التى كانت معها من كُتّاب ومُلحّنين وموسيقيين، من الممكن أن يأتى امتدادًا لهذا الجيل، والساحة مليئة بالملحنين والكُتّاب الذين يعتبروا امتدادًا لهذه المدارس، ولكن تكرار ذلك بنفس العظمة والإحساس أعتقد أنه من المستحيل ذلك.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك