عثر فريق من الباحثين، في ولاية أريزونا الأمريكية، على حفرية متحجرة لمجموعة من صغار الأسماك، كانت معروضة بمتحف ميزوتا التذكاري في اليابان، تظهر 259 سمكة صغيرة تسبح معًا في اتجاه واحد قبل حوالي 50 مليون سنه.
وبحسب موقع «live science»، قد تكون هذه المجموعة المتحجرة أول دليل أحفوري معروف على أن الأسماك التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ كانت لديها نفس القواعد السلوكية التي تستخدمها الأسماك الحديثة اليوم، مثل السباحة في مجموعات، وفقًا لدراسة جديدة نشرتها مجلة الجمعية الملكية البريطانية، الأربعاء الماضي.
يرجح الباحثون أن الحفرية السمكية، قد نشأت من خلال تكون النهر الأخضر الأمريكي، الرافد الرئيسي لنهر كولورادو، وهي طبقة جيولوجية تحتوي على مجموعة من الحفريات التي يعود تاريخها إلى ما بين 53 مليون و 48 مليون عام.
لإثبات أن الأسماك المكتشفة، كان تسبح بالفعل في مجموعات ولم تتحجر بمحض الصدفة، أجرى الباحثون بالتعاون مع المتحف سلسلة من تجارب لمحاكاة إعادة إنتاج الحركات المحتملة للمجموعة، والتي أظهرت أن الأسماك لم تكن تسبح في انسجام تام فحسب، ولكنها فعلت ذلك وفقًا لمجموعة من القواعد السلوكية الخالدة التي توارثتها الأسماك إلى اليوم.
ووفق ما جاء في الدراسة فإن جميع الأسماك المتحجرة فوق الحفرية تنتمي إلى نوع منقرض يسمى «Erismatopterus levatus»، ويبدو أنها اجتمعت معًا في قطيع خلال سباحتها الاعتيادية، التي ربما تكون قد قطعها انهيار رملي، حيث كانت جميعها تسبح في نفس الاتجاه في تكوين متماسك، باستثناء اثنتين ربما قد أدركا الانهيار المحتمل وحاولا الفرار.
وتشير الدراسة إلى وجود أثر مماثل للتفاعل الاجتماعي للأسماك الموجودة حاليًا، حيث تسبح الأسماك الفردية بالقرب من بعضها البعض، ولكن ليس بالقرب الذي قد يؤدي إلى تصادمات بين بعضها البعض.
وهو ما يعني أن الأسماك مثلها كباقي الحيوانات قد طورت سلوكيات جماعية منسقة، قبل 50 مليون عام على الأقل، لحماية نفسها من الافتراس من قبل أسماك وكائنات أكبر، بالرغم من أنها لم تنجح في إنقاذ نفسها من هذا المصير المتحجر.