مبارزة بالعصا على أنغام المزمار بين شخصين، تحيطهما دائرة من المشجعين يتابعون حركاتهما بدقة، ينتظرون اللحظة التى يستطيع أحدهما إسقاط العصا من يد الآخر حتى يعلنوا فوزه والاحتفاء به، هذا هو المشهد المتكرر للعبة «التحطيب» أو الرقص بالعصا، المعروفة فى أنحاء مصر، خصوصا فى محافظات الصعيد، وتعود أصولها إلى عصر الفراعنة.
ونجحت مصر عبر جهود وزارتى الخارجية والثقافة فى تسجيل تراث «التحطيب» فى القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، أمس، وذلك خلال اجتماعات لجنة التراث الثقافى غير المادى التابعة لليونسكو المنعقدة بأديس أبابا.
وقالت الدكتورة نهلة إمام رئيسة الوفد المصرى المشارك فى اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لليونسكو، باعتبارها ممثلة عن وزارة الثقافة المصرية، إن الوفود العربية وعددها ١٥ دولة عربية شكلت تحالفا قويا لدعم مصر بمنظمة اليونسكو من أجل تسجيل «لعبة التحطيب» المصرية على قائمة التراث الثقافى غير المادى، ليؤكدوا جميعا أن الثقافة طريق للتآلف العربى والعمل المشترك.
وأضافت أنها بصفتها ممثلة عن وزارة الثقافة وخبير فى التراث غير المادى تقدمت به هذا العام مرة أخرى وكان يواجه عددا من المصاعب التى استطاع الوفد المصرى تفنيدها والرد عليها ردا علميا، مما دفع اللجنة إلى اعتماد إدراج «التحطيب» على القائمة التمثيلية للتراث الثقافى المصرى العالمى.
وأكدت نهلة أن اليونسكو هو أعلى هيئة دولية عالمية للثقافة، وأن نجاح مصر عبر جهود وزارتى الثقافة والخارجية فى تسجيل التحطيب على القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى باليونسكو، جاء بعد تصويت اللجنة التى تضم 24 دولة من بينها ثلاث دول عربية هى الجزائر ولبنان وفلسطين وقدموا الدعم الكامل للملف المصرى.
وترأس وفد الثقافة المصرية الدكتورة نهلة إمام الأستاذ بأكاديمية الفنون، وحظى الملف المصرى بمساندة قوية من دول الجزائر وفلسطين ولبنان وبقية الدول التى لها حق التصويت فى هذا الاجتماع، بالإضافة إلى الدول المشاركة فى الاجتماع، وهى المملكة العربية السعودية والإمارات وعمان والأردن.