بدأت السينمات المصرية في عرض الفيلم "ماكو"، والذي يذكر صناعه في بداية إعلانهم التشويقي عنه أنه مبني على قصة حقيقية.
تدور أحداث الفيلم عن ذهاب ثمانية أشخاص في رحلة بهدف الغوص في أعماق البحر الأحمر لصناعة فيلم تسجيلي عن أحد العبارات الغارقة هناك، من تأليف أحمد حليم ومحمد الحفناوي، وإخراج محمد هشام الرشيدي وبطولة مجموعة من الفنانين من بينهم بسمة ونيكولا معوض ومراد يلدريم ومنذر ريحانة.
ما هي السفينة الغارقة التي تدور حولها الأحداث؟
سفينة سالم إكسبريس، أحد أشهر الحوادث الضخمة التي وقعت في مصر، التي غرقت في 15 ديسمبر عام 1991 على بعد 16 كيلو متر من ميناء سفاجا، ووصل عدد ضحاياها 469 أثناء عودتها من رحلة بين جدة والسويس وتحمل 649 راكلباً أغلبهم قام بأداء فريضة العمرة وبعضهم جاء في أجازات إلى مصر ، وانجرفت السفينة عن مسارها بعد إصطدامها بالشعاب المرجانية .
ماذا حدث في ليلة الغرق؟
نشرت الصحافة المصرية عشرات التقارير والأخبار والتحقيقات عن الحادث الضخم حينها، وكثير من القصص عن الضحايا وذويهم والتعويضات التي كانت مقررة لهم، وفي هذه السطور نضطلع على بعض منها.
بدأت السفينة رحلتها من ميناء جدة وسط مناخ وطقس ينذران بالخطر وفي الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم الحادث السبت 14 ديسمبر واجهت السفينة بعض الأعاصير إلى أن حانت الساعة العاشرة، اقتربت السفينة من ميناء سفاجا، 30 كيلومترا و6 أميال بحري جنوب الميناء، القبطان يغير ط سير السفينة ليكسب بعض الوقت في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة، وفجأة اصطدمت بجسم صلب قوي، بسبب تواجدها في منطقة شعب مرجانية، أدى ذلك إلى ميلها بشدة نحو جانبها الأيسر، صفرات الإنذار لم تنطلق لأن القبطان تصور أن الأمر بسيط، اتصل لاسلكيا بالميناء وأرسل إنذار يقول فيه: "السفينة تواجه بعض المتاعب وتوقفت عن السير السفينة مائلة 14 درجة جهة اليسار"، وبعد تجاوز الساعة الحادية عشر خرج القبطان حسن مورو من غرفة القيادة يصرخ بشدة :"قوارب النجاة أطلقوا الاستغاثة.. النجدة"، وما هي إلا لحظات قليلة وهوت السفينة إلى قاع البحر، تمسك العدد القليل من الناجين بألواح خشبية أو مجاديف حتى استطاعت القوات أو المراكب الصغيرة العثور عليهم في البحر، هكذا روت مجلة أكتوبر تفاصيل الحادث بعد أسبوعين من وقوعه.
بحسب تصريحات المسؤولين حينها، أن العبارة مشهود لها بالكفاءة وتحمل شهادة دولية للصلاحية الملاحية وخالية تماماً من أي عيوب فنية وأنها من أفضل العبارات في منطقة البحر الأحمر وكان آخر تفتيش ومعينة للسفينة تم في 7 ديسمبر، أي قبل غرقها بأيام قليلة وأثبت خلوها من أي عيوب أو مشاكل.
كما ذُكر في التحقيقات التي نُشرت أن المنطقة التي غرقت بها السفينة من المحميات الطبيعية وممنوع الصيد فيها لإحتوائها على الشعب المرجانية، وتتميز هذه المنطقة بقوة شعبها المرجانية والتي يطلق عليها الشعب النارية لحدتها وصلابتها، ويذكر أن غالبية من تم إنقاذهم من أباء محافظات الصعيد الذين كانوا يستعدون للنزول بعد أن أبلغهم القبطان بقرب موعد الوصول، أما أغلب الغرقى من تبقوا في الكبائن والغرف، وكانت أحد معضلات انتشال جثثهم أن أجسادهم لم تطفوا على السطح وظلوا عالقين داخل السفينة، مع صعوبة انتشال العبارة لن وزنها أربعة آلاف و117 طناً.
وفي تحقيق آخر في نفس المجلة، تناول أسباب غرق السفينة وكان عنوانه "الربنا هل انحرف أم انجرف"، حيث ذُكر أن النقطة المختلف عليها أكدت التعرض الشديد في المقدمات والنتائج بين أقوال شهود العيان من أفراد طاقم العبارة الناجين وتقرير اللجنة الفنية المشكلة لتحديد أسباب الحادث والمسئول عنه، جاء في تقرير اللجنة أن الربان انحرف عن خط سيره ولذلك فهو المسئول الفعلي والفني عن الكارثة، بينما الشهود أكدوا أن العبارة انجرفت عن خط سيرها والقضاء والقدر هو المسئول.
ما أسباب الحادث من الناحية الفنية؟
قدمت صحيفة الأخبار إجابات حول من المخطيء في كارثة العبارة بتحقيق أجربته مع مجموعة من خبار البحرية للإجابة عن هذا السؤال الذي المحير، قال أحدهم الظروف الجوية السئة ربما كانت أحد الأسباب، العبارة عالية وليس بها غاطس، وهناك تيار شديد أدى إلى حدوث إزاحة بالكامل للسفينة مع سوء الرياح وكانت سرعة العبارة ما بين 12 و14 عقدة، مما زاد من الأزمة، مع وجود احتمال بحدوث اضطراب في الماكينة في وحدة معينة، فالباخرة لها رفاصان أحدهما يمين والأخر يسار، يمكن أن يحدث تباطؤ في وحدة فأعطت انحرافا أكثر في لحظة من اللحظات السريعة التي تسير عليها العبارة، ويمكن أن يكو قد حدث قراءة ظاهرية بالخطأ للبوصلة وقت تغيير اتجاه السفينة فأعطت تصوراً خاطئاً.
كما ذكر أحد الخبراء أن مهاجمة القبطان غير سليمة، إذا كان قد إتخذ قرار بتغيير خط السير لتوفير الوقود أو بسبب الأجواء، ومهمة الربان اختصار مدة الرحلة وهي من أساسيات عمله وإذا فرض أنه قام بذلك فلا يوجد أي جريمة قد فعلها، ولكن هناك كلمة معروفة في البحرية الخطأ الأول في البحر هو الخطأ الأخير.