حالة من السخرية شهدتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة، على خلفية انتشار صور لتمثال "حورس" على شكل جسم إنسان ورأس حيوان، بميدان البارود في مركز قفط بمحافظة قنا، وهو التمثال الذى سيكشف عنه فى احتفالات عيد قنا القومى فى 3 مارس المقبل.
وتخلد قرية البارود، ذكرى انتصار أهالى القرية على الحملة الفرنسية فى 3 مارس 1799، ويتم الاحتفال بعيد المحافظة القومى فى كل عام بهذه الذكرى، الذى استطاع فيها نحو 10 آلاف مجاهد بقيادة الشيخ الجيلانى والشريف حسن -فى معركة استخدموا فيها الشوم والنبوت- إغراق الأسطول الفرنسى الذى يضم 12 سفينة، ويمتلك البنادق والبارود.
وعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعى على صور التمثال، قائلين: "ياريتكم ما كشفتوا عنه، ده وش عِجل وجسم إنسان"، وهو ما اعتبره الأهالى تشويها متعمدا للتاريخ والمنظر العام لقرية خلدت ذكراها فى 3 مارس بحربها ضد الحملة الفرنسية، وأيضا "جهل المسئولين بالمحليات لوضع تمثال غير معبر عن تاريخ القرية".
من جانبه، قال الدكتور عبدالقادر خير، مصمم تمثال "حورس"، إن التمثال هو رمز للقوة الجماعية لكل المحافظة، وليس فقط قرية البارود.
وأوضح الدكتور عاطف مكاوى، عالم المصريات، في تصريحات لـ"الشروق"، أن هذا التمثال غير معبر عن تاريخ هذه القرية التى قاومت الاحتلال الفرنسى، كما أن "حورس" هو ابن إيزيس وأوزوريس، وكان يظهر فى شكل بشري كامل بالتاج المزدوج، أو فى شكل رأس صقر أو رجل برأس صقر، ومن ألقابه "حورس بن إيزيس"، و"حورس المنتقم لأبيه"، حيث ذكرت الأسطورة أنه أخذ ثأر أبيه من عمه ست.
وأضاف أن وضع تمثال بميدان البارود كان يجب أن يكون معبرا عن المقاومة الشعبية، وليكن فلاح بجلباب وعِمة، ويمسك الشوم أو النبوت فى وجه أعدائه، لأن وضع تمثال حورس بهذا الشكل "تشويه للتاريخ والمنظر العام".