أقيمت جلسة حوارية في قاعة "فكر وإبداع"، الواقعة في "بلازا 1"، لمناقشة كتاب "مشروع استقلال مصر 1883.. من أوراق الإمام محمد عبده المجهولة"، الصادر عن دار الشروق، بحضور الدكتور محمد عفيفي والدكتور عماد أبو غازي، وإدارة دكتورة إنجي خالد، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وقال دكتور محمد عفيفي: "هذا الكتاب ليس الأول من ناحية نشر وثائق خاصة، فقد سبق ونشر الدكتور عماد أبو غازي وثائق لمصطفى النحاس الزعيم الوفدي الشهير، وهو في طور نشر وثائق عن بعض الزعماء الوطنيين، كما يعمل على مشروع أرشيفي للعائلة".

وأضاف، "هذا الكتاب مهم للغاية، لأننا مازلنا نعيش في أفكار وثورة التجديد التي قادها الإمام محمد عبده، كما أن دوره فيما يسمى بالثورة العرابية لا يمكن تجاهله، وأهمية الكتاب تكمن في توجيهه لنقد واضح لكثير من المقولات والأفكار التي تروج على لسان محمد عبده من بينها لعن الإمام للسياسة، ويقدم الكتاب إعادة قراءة للتاريخ الخاص بمحمد عبده وما تلى الثورة، ويكشف عن أن النضال ليس فقط سياسي وعنيف، ويكشف عن أشكال أخرى للنضال ظهرت بعد ما يسمى الثورة العرابية، بحيث لا يجب أن نستسلم للمقاولات السائدة عن فتور الحركة الوطنية المصرية بعد هذه الثورة، وهذا الكتاب يوضح ويلقي الأضواء على مشروع استقلال مصر في مراحل مهمة منه".

عرض أبو غازي فيما بعد، بعض النقاط التي تتضمنها الوثيقة الواردة في الكتاب، ومنها:

-الوثيقة لا تنهي علاقة مصر بالدولة العثمانية.
-الوثيقة تطالب بتخفيض الجزية التي تدفعها مصر داخل حدود الدولة العثمانية، وإنهاء مشاركة الجيش المصري في أي حروب خارج مصر.
-الوثيقة تشير إلى أن الذي يحكم مصر هو الشخص الذي ينتخبه عمد وقوى الشعب المصري وأعيان من المصريين.
-تكشف الوثيقة ممانعة توريث الحكم لأسرة واحدة.
-تطرح الوثيقة قضايا ترتبط بحقوق الإنسان، مثل تخفيض الدين الخارجي لتخفيف الضرائب عن كاهل الفلاحين، وزيادة عدد المدارس، وفصل السلطات.
-تقترح الوثيقة تنازل مصر عن حكم السودان لأنها أصبحت عبء على مصر.
-تقترح الوثيقة إدارة ترعة "قناة" السويس إدارة دولية أو بيعها وتسديد بثمنها جزء من ديون مصر.

وقالت الدكتورة إنجي خالد، إن الكتاب يقدم طرحا وأسلوبا جذابا لجزء مهم من تاريخ مصر، "فهو لا يتعرض للوثيقة السياسية المذكورة فقط وإنما يتطرق إلى جوانب مختلفة، مثل سيرة محمد عبده الذاتية، وعلاقة محمد عبده بالعمل السياسي، وسرد بصري لشكل الوثيقة، وسرد كتابي لها، ثم جزء خاص لتحليل الوثيقة وبنودها، لذلك الكتاب مفيد جدا على المستوى التاريخي، فهو ليس تكرار لتاريخ محمد عبده بل يقدم جانبا جديدا حول هذا التاريخ".

يذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يشهد إقبالاً جماهيريا كبيرا، حيث ينتظر محبو القراءة هذه الاحتفالية الثقافية سنويا لما تضمه من فعاليات وأنشطة وفرصة للاطلاع والثقافة في ظل تنافسية دور النشر على عرض أبرز ما لديهم من منشورات حديثة وقيمة.

ويستقبل معرض القاهرة الدولي للكتاب زواره يوميًا من 10 صباحًا حتى 8 مساءً، عدا يومي الخميس والجمعة من 10 صباحًا حتى 9 مساءً، وتحل سلطنة عمان "ضيف شرف" الدورة الـ56 من المعرض، واختارت اللجنة الاستشارية العليا للمعرض العالم الراحل أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل.

جدير بالذكر أن سلطنة عمان تحل ضيف شرف هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير، العالم والأديب المصري، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، ويأتي المعرض بمشاركة 1345 دار نشر من 80 دولة و6150 عارضًا للإصدرات الأدبية والفكرية، وتشارك فيه 80 دولة، تمثل قارات العالم.