• الغرور أصاب بعض الوزراء والآليات الاقتصادية لا تتغير باختلاف الحكومات
• ضرورة استغلال المساحات الشاسعة فى خلق مدن عمرانية جديدة
• مصر تحتاج لجنة حكماء تضم اصحاب الخبرات قراراتها استشارية
• الغرب تحفظ فى التعامل مع مصر ومؤتمر شرم الشيخ كان ضرورة
• كيف تعيد الدولة تجربة سبق ان وصفتها بالفساد؟
• أوائل البلاغات الكاذبة بعد الثورة كان ضد عائلة الجمال ولم تثبت ضدنا أى تهمة
• أتواصل مع مستثمرين ومؤسسات مالية فى الخارج للترويج للفرص المتاحة فى مصر
ينتمى إلى عائلة اقتصادية كبرى، لا تهوى الإعلام وتستثمر فى انشطة اقتصادية حقيقة تدعم الاقتصاد، لم تثر حولها قضايا فساد، وعرف عنها الاستقامة، جعلتها علاقة نسب مع عائلة الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى مرمى النيران، رغم أنه لا ذنب لها سوى تلك العلاقة. رجل الأعمال «منصور الجمال» عم «خديجة محمود الجمال» زوجة جمال مبارك، يتحدث إلى «مال وأعمال» بعيدا عن السياسية والعائلة، والتى كانتا القاسم الأكبر فى حياة تلك العائلة فى السنوات الأخيرة.
رجل الأعمال الدكتور منصور الجمال يؤكد فى بداية حديثة أن مصر استطاعت الخروج من النفق المظلم، الذى عانت منه طوال السنوات الأربع الماضية، عانت خلالها البلاد من تدهور اقتصادى غير مسبوق، مطالبا الحكومة بتشكيل لجنة حكماء من أصحاب الخبرات يكون له دور استشارى فى مواجهة التحديات التى تواجه البلاد، والتى دفعته لتبنى مبادرة شخصية للترويج للفرص المتاحة فى مصر لدى المستثمرين والمؤسسات المالية العالمية.
أضاف الجمال الذى يشغل عضوية مجالس إدارات العديد من البنوك الأوروبية، بجانب عمله السابق كمستشار اقتصادى للقصر الملكى البلجيكى، أن مصر تمتلك فرصا استثمارية متعددة فى جميع القطاعات الاقتصادية، ولكنها غير مستغلة، خاصة فى مساحة الأراضى التى يمكن استغلالها لتعمير مصر وخلق مدن عمرانية جديدة تضم أنشطة صناعية واقتصادية مختلفة بعيدا عن الشريط الضيق المكتظ بالسكان، الأمر الذى يساهم فى تأمين البلاد وتنميتها.
وانتقد الجمال أداء بعض الوزراء فى حكومة المهندس إبراهيم محلب، قائلاً: «الحكومة تعمل بشكل جيد، لكن التغيير الوزارى الأخير لم يكن كافيا، حيث يوجد عدد من الوزراء «مبسوطين بالمنصب»، وأصابهم الغرور، بعد توليهم الوزارة»، على حد قوله، مما أثر على أدائهم بعد أن أصبح هدفهم هو إرضاء رؤسائهم بصرف النظر عن الأداء، مطالبا هؤلاء باتباع سياسية رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى فى عدم الانبهار بالمنصب والتواضع والتعامل بجدية مع مشاكل المجتمع.
طالب الجمال بأهمية تشكيل ما يسمى «لجنة حكماء»، والتى تستعين بها العديد من دول العالم بحيث تجتمع شهريا وتكون قراراتها استشارية، وتضم فى عضويتها أصحاب الخبرات والإنجازات فى المجالات المختلفة.
«يجب أن يتحمل الجميع مسئوليته اتجاه البلد سواء مسئولين أو مواطنين، لتكون المسئولية جماعية وليست فردية، لتحقيق الاستفادة المتبادلة بين الطرفين بما ينعكس إيجابيا على المجتمع ككل»، تبعا لتصريحات الجمال، موضحا: «مشكلتنا فى مصر الانتقاد والتركيز على السلبيات دون الاهتمام بتحويلها إلى أمور إيجابية، لأن الأغلبية تفكر كيف تستفيد دون أن تفيد البلد».
أشار إلى نجاح دول مثل الصين، والهند فى الاستفادة من مواردها البشرية، لتكون قوة اقتصادية كبرى رغم عدم امتلاك هذه الدول موارد كتلك الموجودة فى مصر، والتى يتم إهدراها لعدم القدرة على إدارتها رغم من نملكه من كوادر وخبرات بشرية.
قمة شرم الشيخ
بالنسبة لتقييمه لمؤتمر مصر الاقتصادى الذى انعقد فى شرم الشيخ منتصف مارس الماضى، قال الجمال إن مصر كانت فى اشد الحاجة لعقد المؤتمر، لإبراز صورة مصر الجديدة لدى الدول الغربية، التى كان لديها تحفظ على مصر، مؤكدا أن أهم الإايجابيات التى خرجت عن المؤتمر هو لفت انتباه الدول الغربية إلى مصر فى صورتها الجديدة وتأكيد حضورها على الخريطة اقتصاديا وسياسيا، وهو ما أكده الحضور البارز للمستثمرين والمسئولين من مختلف دول العالم.
أطالب بضرورة تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى تم توقيعها خلال المؤتمر مع المتابعة ووجود ضمانات لتنفيذ هذه الاتفاقيات من جانب المستثمر والدولة»، قال الجمال، الذى انتقد تعمد البعض حضور المؤتمر من أجل الظهور والدعاية الشخصية فقط دون مشاركة فعالة تفيد البلد، وهو نفس السلوك الذى ينتهجه قلة من رجال الأعمال تسعى دائما لمرافقة رئيس البلاد فى زياراته الخارجية دون تحقيق عائد اقتصادى من وراء ذلك – على حد قوله ــ قائلاً: «لازم نبطل ــ محلسة ــ ونكون صادقين، ومسئولين عن أفعالنا».
وأعلنت الحكومة خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع المستثمرين فى مجالات متنوعة هى الطاقة والعقارات والنقل والغاز والبترول.
وعن رأيه فى مشروع: «العاصمة الإدارية الجديدة» أحد أبرز المشروعات التى أعلنت عنها الحكومة خلال فعاليات المؤتمر، قال الجمال: «بالنسبة لى يوجد مشروعات أهم من مشروع العاصمة الإدارية مثل القضاء على العشوائيات والجوع وتطوير التعليم والصحة».
الثروة البشرية
وقال الجمال إنه فى الوقت الذى يعتبر الـ90 مليون مواطن مصرى قوة بشرية، إلا أن عدم الاستفادة من هذه الثروة البشرية، يأتى بتائج عكسية، أهمها عدم قدرة الدولة على توفير التعليم والعلاج المناسب لهذا العدد من المواطنين، الذين يجب عليهم تحمل المسئولية بجانب الحكومة.
أما فيما يتعلق بمشروعات الشراكة التى تطرحها الدولة مع المستثمرين، قال الجمال: يجب إن تكون مشاركة الدولة بنسب متفاوتة، وليس من الضرورى أن تكون لها الأغلبية المطلقة عند دخولها كشريك مع القطاع الخاص، مشيرا إلى ما تقوم به بعض الدول فى الخارج بما يسمى «الشريك الصامت»، والذى يعنى الوجود المحدود للدولة مع القطاع الخاص.
أما دخول الدولة كشريك باعتبارها مالكة للأرض فهو من الاليات التى طبقتها الدولة فى السنوات السابقة، واتهمت بالفساد بعد ثورة 25 يناير، واضطرت الدولة لإعادة تقييم أسعار الأرض مرة أخرى وتحميل المستثمر فروق الأسعار، وهو الأمر الذى أزعج المستثمر الأجنبى، تبعا لتصريحات الجمال، الذى انتقد عودة الدولة لتكرار هذه التجربة مرة أخرى، قائلاً: «الآليات الاقتصادية لا تتغير باختلاف الحكومات وما تم اعتباره منذ سنوات بانه فساد، ستلاحقه التهمة مرة اخرى.
وعن مدى مساندة القطاع الخاص للاقتصاد المصرى خلال السنوات الماضية، قال الجمال، الإجابة عن هذا السؤال لا يمكن أن تعمم على الجميع، مؤكدا أن رجال الأعمال فى مصر – اضربوا فى مقتل – بعد ثورة يناير، نتيجة تعميم تهمة الفساد على جميع رجال الأعمال ومطاردتهم بالبلاغات والدعاوى القضائية التى أساءت للكثير منهم.
أشار إلى أن من أوائل البلاغات، البلاغ الكيدى الكاذب بعد الثورة كان ضد عائلة الجمال بدعوى امتلاكها 5 ملايين متر فى مدينة شرم الشيخ، وهو ما ثبت عدم صحته، قائلاً: «الحمد لله لم يثبت ضدنا أى تهمة»
ويدير منصور الجمال وشقيقه محمود الجمال مجموعة الجلالة للتنمية العقارية، التى تقيم مشروع نيوجيزة بوسط القاهرة، بخلاف مشروعاتها الأخرى.
وتمتلك عائلة الجمال العديد من الاستثمارات فى الساحل الشمالى والعين السخنة ووسط القاهرة، أبرزها فى قطاعات العقاراتو السياحة والاسمنت بخلاف استثمارات اخرى خارج مصر.
وكشف الجمال عن مبادرته بالتواصل مع البنوك والمؤسسات المالية العالمية للترويج للفرص المتاحة فى مصر، مضيفا: «الغرب لا ينظر لمصر النظرة المثلى التى ما زلت أتمناها، ولذلك أسعى للفت الانتباه لمصر وعرض فرص الاستثمار المتاحة على المستثمرين والمؤسسات المالية».
يوجد عدد من الشركات والمؤسسات المالية والاستثمارية طلبت المساعدة للاستثمار فى مصر من خلال مشاركتى فى عدد من القطاعات ذات الجدوى الاقتصادية للمستثمر والبلد، تبعا لتصريحات الجمال.
وفى أواخر العام الماضى استقال الجمال من رئاسة مجلس إدارة شركة «تيلى فورم» أكبر شركة فى صناعة الكول سنتر فى مصر بعد 6 سنوات، تمكن خلالها من تأسيس الشركة وتطويرها، وهى تجربة، يعتزم تكرارها مع شركات أخرى خلال الفترة المقبلة، تبعا لتصريحات الجمال.
ويرى الجمال أن الاقتصاد المصرى خلال سنوات ما بعد ثورة يناير حتى حكم الإخوان، يمكن تشبيه بـ«الحفرة»، حيث تدهور الاحتياطى النقدى وتراجع معدل نمو لأقل من 1% مقابل 7.6%.
أضاف أن الوضع الاقتصادى فى بداية الطريق الصحيح، لكنه فى حاجة للتحسن، مع ضرورة التعامل بواقعية بصرف النظر عن التاييد الشعبى للسياسات الاقتصادية للحكومة الذى يجب أن تعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطن المصرى على المدى البعيد.
«الدولة دخلت فى نفق مظلم بعد ثورة 2011، نتيجة سوء التعامل مع الأحداث الذى أفقد مصر الكثير اقتصاديا وافقدنا احترامنا لأنفسنا واحترام الدول لنا»، قال الجمال، الذى طالب الشعب بالصبر لكى يشعر بمعدلات النمو بعد أن تمكن من عبور النفق المظلم، خاصة أن الدولة تواجه مشاكل عديدة متمثلة فى ارتفاع التضخم والبطالة وعجز الموازنة ومعدل النمو، ولذلك يجب على المسئولين العمل على مواجهة هذه المشكلات بشكل واقعى، وليس بقرارات شعبية وقتية، يتلاشى تأثيرها على المدى البعيد.
الدكتور منصور الجمال في سطور
منصور يحيى الجمال، هو أحد أفراد أكبر العائلات المصرية، التى جاءت إلى مصر خلال فترة الفتوحات الإسلامية على رأس قبيلة الجمال منذ أكثر من 1400 سنة، واستقرت فى محافظة دمياط، والدته خديجة الجمال، وهى أسرة كبيرة، كان تلميذا فى مدرسة الجزويت الفرنسية بالقاهرة، ثم تخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة.
بدأ «الجمال» حياته العملية كدبلوماسى، حيث عمل فى جامعة الدول العربية وترقى فى المناصب إلى أن أصبح رئيس بعثة فى وقت لم يتجاوز عمره الـ28 عاما، كما أنه نوع دراسته، حيث أجرى دراسات عليا وحصل على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد عن «الاحتمالات» وتأثيراتها السياسية والاقتصادية من جامعة باريس، لكنه أنهى حياته الدبلوماسية بعد 14 عاما ليبدأ عالم البزنس، بتأسيس شركة لدراسات الجدوى فى بروكسيل.
الجمال هو مؤسس الغرفة العربية البلجيكية اللوكسمبورجية، حيث حصل على موافقة الحكومة البلجيكية عليها، وحصل كذلك على موافقة المفوضية الأوروبية كفرقة مشتركة، وكان أول أمين عام عربى لها، كما أنه من أوائل المسئولين المصريين الذين وضعوا قواعد الحوار العربى الأوروبى
أسس فى بروكسيل النادى العربى الأوروبى كملتقى للدول الأعضاء فى المفوضية الأوروبية وجامعة الدول العربية، كما شغل منصب المستشار المالى والاقتصادى بالقصر الملكى البلجيكى.
لعب الجمال دور مؤثر فى اعتراف بلجيكا بالجامعة العربية كبعثة دبلوماسية كاملة، وذلك عام 1978 رأس الجمال مجلس إدارة شركة بايونيرز فى 2008 قبل أن يتقدم باستقالته فى مارس 2010، كما رأس مجلس دارة شركة «تيلى فورم» الخاصة بصناعة «الكول سنتر»، حيث تقدم باستقالته
من رئاسة مجلس الإدارة نهاية عام 2014 بعد 5 سنوات حقق خلالها الأهداف المحددة، بداية من التأسيس وحتى التطوير والنمو، التى تعد أحد نماذج التى قام بها فى جلب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.
ويدير الجمال، مع شقيقه محمود، مجموعة الجلالة للتنمية العقارية، والتى تقيم حاليا مشروع نيو جيزة، كما لديها مشروعات أخرى فى الساحل الشمالى والعين السخنة.