محلل أمريكي: سياسة واشنطن الخاطئة تدفع موسكو وبيونج يانج إلى التعاون - بوابة الشروق
الخميس 3 أكتوبر 2024 7:22 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محلل أمريكي: سياسة واشنطن الخاطئة تدفع موسكو وبيونج يانج إلى التعاون

واشنطن (د ب أ)
نشر في: الخميس 3 أكتوبر 2024 - 5:00 م | آخر تحديث: الخميس 3 أكتوبر 2024 - 5:00 م

أثار التعاون العسكري المتزايد بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وروسيا حالة من الصدمة بين مؤسسة السياسة الخارجية في الولايات المتحدة وحلفائها في وسائل الإعلام الإخبارية. وقد أدى التوقيع على معاهدة أمنية ثنائية جديدة في يونيو الماضي إلى توجيه تحذيرات من تهديد أمني متصاعد للولايات المتحدة وحلفائها في كل من أوروبا وشرق آسيا.

وبعد تحديد هذا التشخيص، لم يعد لدى هؤلاء المحللين سوى أفكار قليلة للغاية لتحقيق حل جذري للأمر أو حتى لعلاج مفيد بقدر بسيط.

وقال المحلل السياسي تيد جالين كاربنتر، الكاتب بمجلة ناشونال إنتريست الأمريكية والزميل البارز في معهد "راندولف بورن" في تقرير نشرته ناشونال إنتريست إن العامل الموحد في معظم التحالفات هو وجود عدو مشترك. وفي هذه الحالة، فإن العدو المشترك لروسيا وكوريا الشمالية هو الولايات المتحدة وحلفاؤها العسكريون. وقد انتهج قادة الولايات المتحدة سياسات حمقاء وغير ملائمة تجاه كل من موسكو وبيونج يانج، ولذلك فقد قدموا حافزا قويا لهما لتعزيز تعاونهما الأمني الثنائي.

وتشن الولايات المتحدة حربا بالوكالة ضد القوات الروسية في أوكرانيا وتبذل جهودا شاملة لجعل روسيا دولة منبوذة دبلوماسيا واقتصاديا في مختلف أنحاء العالم. وأصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبقية النخبة الروسية ينظرون إلى الولايات المتحدة كعدو لدود عازم على تدمير بلادهم كلاعب دولي مهم ومستقل.

وفي ظل هذه الظروف، ليس مفاجئا أن يبحث الكرملين عن حلفاء اقتصاديين وعسكريين في أي مكان يمكن أن يجدهم فيه، بما في ذلك، كوريا الشمالية. وهذا الجو العام من العداء الشديد بين الولايات المتحدة وروسيا يعني أن القادة الروس سيجدون كوريا الشمالية شريكا قيما بالنسبة لهم.

وأشار كاربنتر إلى أن كوريا الشمالية تمتلك قدرات كبيرة ومتوسعة لإنتاج الأسلحة التقليدية، في حين أن القوات الروسية تواجه خطر الاستنزاف المتزايد لمخزونات أسلحتها بسبب الحرب في أوكرانيا.

وفي مقابل زيادة شحنات الأسلحة إلى روسيا، ترغب بيونج يانج في الحصول على مساعدات مادية من موسكو فضلا عن مساعدة كوريا الشمالية في برامجها الصاروخية والنووية.

ومثلما أعطت واشنطن لموسكو حوافز كبيرة لإقامة تعاون استرتيجي مع كوريا الشمالية، فقد أعطت أيضا لبيونح يانج حوافز للعمل مع موسكو. وبعد بعض التطورات المبشرة خلال رئاسة دونالد ترامب لتخفيف التوترات مع بيونج يانج، عادت السياسة الأمريكية إلى أسلوب العقود الماضية. . 

ويرى كاربنتر، الذي شغل أيضا العديد من المناصب السياسية العليا خلال 37 عاما من العمل في معهد كاتو، أن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه كوريا الشمالية لم تكن أكثر من مجرد تكرار مبتذل لتلك المواقف الفاشلة. وتتمسك واشنطن بشكل خاص بطلبها عديم الجدوى بأن تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة النووية مقابل وعود غامضة بتخفيف العقوبات في وقت لاحق وتحقيق تقدم صوب تطبيع العلاقات.

وأشار كاربنتر إلى أن سياسات إدارة بايدن تجاه كوريا الشمالية وروسيا تعد فشلا لمبادئ السياسة الخارجية. إن القاعدة الأساسية لسياسة ذكية فعالة هي تجنب دفع خصوم مختلفين معا. في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب الباردة الجديدة مع روسيا، كانت موسكو تحاول النأي بنفسها عن نظام الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج اون وسلوكه، حتى أن الكرملين وقع على عقوبات دولية قادتها الولايات المتحدة ضد بيونج يانج. من جانبها، كانت كوريا الشمالية تسعى إلى علاقات طبيعة بشكل أكبر مع الولايات المتحدة.

ويرى كاربنتر أنه مع مغادرة بايدن للرئاسة، هناك بعض الأمل في سياسات أمريكية أقل ميلا للصدام والمواجهة إزاء روسيا وكوريا الشمالية. ومع ذلك فإن خطاب كامالا هاريس المتشدد، خلال كلمتها لدى قبول ترشحها لانتخابات الرئاسة في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، يشير إلى أنه من المرجح أن تستمر سياسات بايدن الخاطئة تجاه الدولتين إذا فازت في الانتخابات المقبلة.

وبالفعل، تبدو هاريس معادية لفكرة التحدث حتى إلى كيم جونج أون. أما مسار ترمب المحتمل فمن الصعب التنبؤ به. ولكن محاولته السابقة للتقارب مع بيونج يانج مشجعة إلى حد ما، إذا فاز برئاسة الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإن المزاعم بأن ترامب كان متساهلا مع روسيا، إذا لم يكن عميلا روسيا صريحا، ليست سوى تشويه سخيف. ومن المرجح أن تكون سياسته تجاه موسكو متشددة مثل هاريس.

واختتم كاربنتر تحليله بالقول إنه إذا لم يقم الرئيس المقبل بتغييرات كبيرة مفيدة في السياسة تجاه كوريا الشمالية وروسيا، فإن التعاون العسكري بين البلدين من المرجح أن يصبح أوسع نطاقا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك